تداعيات فيروس کورونا المستجد على ابعاد الاقتصاد الصيني

Document Type : Original Article

Abstract

ABSTRACT
It is the emerging corona virus Covid 19 that invaded China and claimed the lives of many people, and that this new virus constitutes a dangerous development in the chain of epidemic viruses; For this reason, the research aimed to analyze the effects of the emerging corona virus on the Chinese economy, and to achieve this goal, the research targeted several sub-goals:
1- Recognizing the impact of the Corona pandemic on the various economic sectors.
2- Identifying the role of the health and education sectors in the Corona pandemic crisis.
3- Recognizing the seriousness of the rural economy in the face of these crises.
4- Learn about the precautionary measures and measures in the face of the crisis.
The research used the analytical method to present and analyze the effects of the emerging corona virus on the economy in the state of China and statistical analysis to measure the effects of the emerging corona virus on the economy in the state of China.
The study revealed some important matters, including:
1- The rapid spread of this virus, which bypassed China to the rest of the world, affected the economies of China and all countries of the world.
2- Increasing the risks of the repercussions of this virus on the entire global economy.
3- The spread of this epidemic has led to political and strategic repercussions, and the possibility of using such epidemic viruses as a tool in next generation wars.
4- Paralyzing tourism and aviation and its impact on China's GDP.
5- It led to a wide use of information technology in all countries of the world as a basic alternative to ending various business.

Highlights

الخاتمـــة:

أعاد الانتشار السريع لفيروس کورونا الجديد في الصين، والعديد من دول العالم، وتنامي خسائره البشرية التي تجاوزت وباء سارس عام 2002/2003 الحديث مجدداً عن خطورة انتشار الأوبئة على الجنس البشري، ولاسيما في ظل الترابط الکبير بين دول العالم الذي أدى إلى وصولنا إلى مرحلة يمکن وصفها بـ “عولمة الأوبئة”. کما عززت التداعيات الاقتصادية والاستراتيجية التي تسبب، وقد يتسبب فيها، الفيروس الجديد مستقبلا إذا استمر لبعض الوقت، الحاجة إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال التصدي لمهددات الصحة العامة ولاسيما الأوبئة، بوصفها أحد أخطر مصادر التهديد التي تواجه الجنس البشري.

Main Subjects


 

Egypt. J. of Appl. Sci., 36 (9-10) 2021                                           214-226

تداعيات فيروس کورونا المستجد على ابعاد الاقتصاد الصيني

 

سهام عقل عبدالله على عاشور

 

وليد مصطفى عبدالجواد

کلية التجارة

بنات فرع جامعة الأزهر بتفهنا الاشراف

 

کلية الدراسات العليا الآسيوية

جامعــة الزقازيــق

Sehamakl2020@gmail.com

 

Wma2014@yahoo.com

الملخــص

يشکل فيروس کورونا المستجد کوفيد (19) الذي اجتاح الصين وأودي بحياة أعداد کثيرة من الأشخاص، وأن هذا الفيروس الجديد يشکل تطورًا خطيرًا في سلسلة الفيروسات الوبائية؛ ولهذا استهدف البحث تحليل آثار فيروس کورونا المستجد على الاقتصاد الصيني، ولتحقيق هذا الهدف استهدف البحث عدة أهداف فرعية :

1-           التعرف على أثر جائحة کورونا على القطاعات الاقتصادية المختلفة.

2-           التعرف على دور قطاعي الصحة والتعليم في أزمة جائحة کورونا.

3-           التعرف على خطورة الاقتصاد الريفي في مواجهة تلک الأزمات.

4-           التعرف على الإجراءات والتدابير الاحترازية في مواجهة الأزمة.

واستخدم في هذا البحث المنهج التحليلي لعرض وتحليل آثار فيروس کورونا المستجد على الاقتصاد في دولة الصين والتحليل الإحصائي لقياس آثار فيروس کورونا المستجد على الاقتصاد في دولة الصين.

وکشف الدراسة عن بعض من الأمور الهامة منها :

1-           الانتشار السريع لهذا الفيروس الذي تجاوز الصين إلى باقي دول العالم أثر على اقتصاديات الصين وکل دول العالم.

2-           زيادة مخاطر تداعيات هذا الفيروس على الاقتصاد العالمي برمته.

3-           أدى انتشار هذا الوباء إلى تداعيات سياسية واستراتيجية، وإمکانية استخدام مثل هذه الفيروسات الوبائية کأداة في حروب الجيل القادم.

4-           شل حرکة السياحة والطيران وأثره على الناتج المحلي الإجمالي في الصين.

5-           أدى إلى استخدام واسع لتکنولوجيا المعلومات في کل دول العالم کبديل أساسي لإنهاء الأعمال المختلفة.

المقدمـــة

        شهدت البشرية عبر تاريخها الطويل الکثير من الأوبئة الفتاکة التي قضت على حياة مئات ملايين البشر، ولاسيما في المراحل التاريخية الأولى السابقة على عصر النهضة والتقدم العلمي؛ ومن امثلة تلک الأوبئة: مرض الطاعون الذي ظهر في شکل موجات، وکان أخطرها في القرن الثاني الميلادي، عندما انتشر “طاعون أنطوني” في الإمبراطورية الرومانية، والذي قدر عدد ضحاياه خلال السنوات 165/180 (بعد الميلاد)، بنحو 5 ملايين شخص أيّ ما يعادل ثلث سکان الإمبراطورية آنذاک.

 

215                                             Egypt. J. of Appl. Sci., 36 (9-10) 2021                                          

کما انتشر الوباء نفسه مرة أخرى في منتصف القرن الرابع عشر وعرف حينها باسم “الموت الأسود”، وأودى بحياة نحو 200 مليون شخص بحسب بعض التقديرات ومن هذه الأوبئة أيضاً وباء الجدري الذي تسبب في وفاة حوالي 300 – 500 مليون شخص على مرّ التاريخ، ووباء الکوليرا الذي انتشر عدة مرات خلال القرنين التاسع عشر والعشرين مُخلِفاً ملايين القتلى؛ وما زال المرض يقضي على ما يتراوح بين 21 ألف و143 ألف شخص سنوياً وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية.

 

ونذکر کذلک فيروس “الإنفلونزا الإسبانية” الذي انتشر في عامي 1918/1919، وقدرت أعداد ضحاياه بما يتراوح بين 50 – 100 مليون شخص أي حوالي 5% من سکّان العالم، بالإضافة إلى إصابة نصف مليار شخص به، وغير ذلک الکثير من الأوبئة التي أکدت أنها مصدر تهديد أساسي على مر التاريخ لوجود البشر.

وعلى الرغم من التحسن الکبير الذي شهدته البشرية في مجالات الصحة العامة وصناعة الأدوية بعد التطور العلمي الذي شهدته ولاسيما في القرنين التاسع عشر والعشرين، فقد استمر خطر الأوبئة قائماً. کما أصبح خطر انتشارها عالمياً أسرع مقارنة مع السابق بفضل تزايد الاتصال والترابط بين البشر وتطور وسائل الاتصال والمواصلات. فخلال العقدين الماضيين ظهرت العديد من الأوبئة الخطيرة، مثل وباء إنفلونزا الطيور الذي ظهر عام 2003 وتسبب في وفاة حوالي 450 شخص، وسبقه فيروس سارس الذي انتشر عامي 2002/2003، وأدى إلى وفاة 800 شخص في  الصين والعالم، ووباء إنفلونزا الخنازير “إتش 1 إن 1” (H1N1) الذي اکتشف عام 2009، وأودى بحياة 18 ألف شخص حتى نهاية عام 2010، وفيروس الإيبولا الذي ظهر وانتشر في غرب أفريقيا وأودى بحياة حوالي 6 آلاف شخص عام 2013، وأکثر من 2200 شخص عام 2018، وفيروس کورونا – الذي عرف باسم “متلازمة الشرق الأوسط التنفسية” – والذي انتشر في أکثر من 21 دولة، وغير ذلک الکثير من الأمثلة.

ويشکل “فيروس کورونا الجديد” الذي اجتاح الصين ، وأودى حتى تاريخ 4 سبتمبر 2020، بحياة أکثر من اربعة الاف ستمائة اربع وعشرون شخص وأکثر من 80 ألف إصابة مؤکدة فى الصين، امتداداَ لهذه السلسة من الأوبئة والفيروسات الخطرة التي تظهر بين الحين والآخر مهددة حياة البشر؛ ولذلک صرحت منظمة الصحة العالمية ان هذا الفيروس الجديد وباءً يهدّد البشرية، بعد ان کانت تصنفه “حالة طوارئ صحية عامة”، لذلک فإن هذا الفيروس الجديد يشکل تطوراً خطيراً في سلسلة الفيروسات الوبائية بالنظر إلى عدة أمور:

أولاً: الانتشار السريع لهذا الفيروس الذي تجاوز الصين في بضعة أسابيع ليصل إلى أکثر من 30 دولة أخرى حول العالم، وهو أمر فرضته طبيعة النظام الدولي المُعولم، والتطور المذهل في وسائل الاتصال والمواصلات التي جعلت العالم بالفعل مجرد قرية صغيرة.

ثانياً: مکانة الصين المهمة عالمياً کثاني أکبر اقتصاد في العالم وأکبر مصدر للسلع والخدمات على الإطلاق، الأمر الذي زاد من مخاطر تداعيات هذا الفيروس على الاقتصاد العالمي برمته.

 

Egypt. J. of Appl. Sci., 36 (9-10) 2021                                                  216

ثالثاً: الجدل الذي رافق انتشار هذا الوباء بشأن تداعياته السياسية والاستراتيجية، وإمکانية استخدام مثل هذه الفيروسات الوبائية کأداة في حروب الجيل القادم، ولاسيما في ظل الثورة التي يشهدها العالم في علوم الجينوم والأمراض الوراثية.

 

مشکلة الدراسة:

کان لفيروس کورونا تأثير سلبي على نمو اقتصاد الصين ، والتى تمثل ثاني أکبر اقتصاد في العالم وأکبر بلد مصدر في العالم ،  ويرى محللون من "غولدمان ساکس" أن الأثر الاقتصادي للفيروس قد يکون أقوى من أثر فيروس السارس. وخفضوا توقعهم لنمو الاقتصاد الصيني إلى 4%، مقابل 5,6% في توقعات سابقة للربع الأول من العام.

وانخفض عدد المسافرين الصينيين، عبر مختلف وسائل النقل، بنسبة 70%، مقارنة مع العام الماضي، بحسب "ستاندرد أند بورز". کما أوقفت شرکات طيران عالمية  کثيرة رحلاتها إلى مناطق بالصين.

ويشکل الفيروس ضربة کبرى للسياحة والخدمات والتوزيع في هذه الفترة الحساسة من العام. وأنفقت الأسر الصينية ألف مليار يوان (130 مليار يورو) خلال فترة العطلة في عام 2019([1]).

کما أدى انتشار فيروس کورونا من الصين  إلى أثر سلبى على صادرات الصين إلى العالم  بشکل عام وصادرات بعض المواد الغذائية بشکل خاص والتى تأثرت بشکل سلبي بسبب موجة القلق البالغ من استيراد بعض المواد الغذائية  من الصين والتى قد تحمل الفيروس من الصين وهو أمر لم يتم إثباته طبيا حتى الآن.

          هذا فضلاً عن  تأخير تطبيق الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة بسبب تفشي المرض فيما صرح المستشار الاقتصادي للرئيس ترامب إن الولايات المتحدة مستعدة للمساعدة، لکنه أضاف أنه لا ينبغي لبکين أن تتوقع إعفاء من الرسوم الجمرکية الأميرکية ومضى قائلا "هذان أمران منفصلان هذا منفصل تماما عن قضايا التجارة أو الأمور المرتبطة بها" ولکن، لا يزال من المرجح ألا يکون له تأثير يذکر على الاقتصاد الأمريکي"([2]) وغيرها من الآثار الأخرى التى لحقت بالاقتصاد الصيبن .

 وعليه تتمثل مشکلة البحث فى تحليل اثر فيروس کورونا على الاقتصاد الصينى.

أهداف الدراسة:

يتمثل الهدف الرئيسى للدراسة فى تحليل اثار فيروس کورونا المستجد على الاقتصاد الصينى ولتحقيق هذا الهدف يلزم تحقيق عدد من الأهداف الفرعية أهمها :

1-التعرف علي أثر جائحة کورونا علي القطاعات الاقتصادية المختلفة.

2-التعرف على دور قطاعي الصحة والتعليم في أزمة جائحة کورونا.

3-التعرف علي خطورة الاقتصاد الريعي في مواجهة مثل تلک الأزمات.

 

217                                             Egypt. J. of Appl. Sci., 36 (9-10) 2021                                          

4-أهمية سرعة اتخاذ الإجراءات والتدابير الاحترازية وخطورة التأخر في مواجهة الأزمة.

 

5-ضرورة أعادة النظر في السياسات الاقتصادية المتبعة ( نقدية – مالية – تجارية).

6-القاء الضوء علي الحرب التجارية بين الصين وأمريکا ( الحرب علي سيادة العالم).

الکلمات الداله:-  فيرس کورونا ، الاقتصاد الصيني ، الاقتصاد الدولي.

أهمية الدراسة :

تکتسب الدراسة أهميتها من أهمية الموضوع ، فمما لا شک فيه  أن  تحليل أثار فيروس کورونا على الاقتصاد العالمى بشکل عام وعلى الصين على وجه الخصوص والتى تتعرض لاختبار قوي في إدارة الأزمة بکل جوانبها يعتبر موضوع فى غاية الأهمية حيث تسببت تداعياته السلبية فى أضرار على  حجم الإنتاج وآثار على قوة العمل ، نتيجة عوائق الوصول إلى أماکن الإنتاج حيث أعلنت عدد من المصانع لکبرى الشرکات العالمية العاملة في الصين وقف خطوط انتاجها ليس داخل الصين فقط بل أن الأمر امتد إلى مصانع في أسيا وفي العالم حيث أعلنت شرکة هيونداي موتور وشقيقتها  کيا موتورز، عن تعليق بعض خطوط التجميع للشرکتين بسبب نقص بعض الأجزاء من الصين .

 کما أن مکانة الصين المهمة عالمياً کثاني أکبر اقتصاد في العالم وأکبر مصدر للسلع والخدمات على الإطلاق، يعطى للدراسة أهمية أخرى  وذلک للتعرف على الطرق والاساليب التى اتبعتها الصين للتعافى من هذا الفيروس حيث بدأ الاقتصاد الصيني يسير نحو التعافي السريع بعد هبوط حاد وهو ما يجعله يتجنب الرکود بعد فترتين متتاليتين من النمو السلبي.

منهج الدراسة:

   سيعتمد الباحث على المنهج التحليلى لعرض وتحليل اثار فيروس کورونا المستجد على الاقتصاد فى دولة الصين والتحليل الأحصائى لقياس أثر فيروس کورونا المستجد على الاقتصاد في دولة الصين.

التداعيات الاقتصادية للفيروس:

تنقسم التأثيرات الاقتصادية للأوبئة بشکل عام إلى نوعين:

  • النوع الأول:- يرتبط بالتأثيرات قصيرة الأجل، حيث يسبب انتشار الوباء ما يشبه الصدمة لاقتصاد الدولة أو الدول التي تصاب به؛
  • النوع الثاني:- مرتبط بالتأثيرات طويلة الأجل التي يصبح أثرها واضحا إذا استمر تفشي الوباء لفترة طويلة نسبيا من الزمن أو انتشر بشکل متکرر.

فعلى سبيل المثال تسبب انتشار وباء السارس في خسائر کبيرة للاقتصاد الصيني على المدى القصير، نتيجة للانخفاض الذي سببه الوباء في الاستثمار الأجنبي، حيث انخفض معدل النمو شهريا بنسبة 10% في بداية عام 2003 إلى 6.6% في ذروة الأزمة من العام نفسه، ولکن على المدى الطويل تمکنت الصين من تجاوز تأثيرات الفيروس الذي لم يستمر طويلا ولم يوقع خسائر بشرية کبيرة.

فيروس کورونا الجديد وأثره على الاقتصاد الصينى:

أثار ظهور “فيروس کورونا الجديد” في الصين  وانتشاره المهول داخل الصين وخارجها حالة من الذعر والهلع امتدت إلى العالم کله، وأعادت من جديد النقاشات حول خطر الأوبئة الفيروسية، والتداعيات التي يمکن أن تترتب عليها على صعد مختلفة: الإنسانية والاقتصادية والاستراتيجية والأمنية وحتى الثقافية. کما أعاد إلى الساحة العالمية من جديد الجدل حول مسائل مرتبطة بالفيروسات الوبائية؛ مثل ظاهرة الحروب البيولوجية التي قد تشهد تطورات خطيرة مستقبلا بفضل التطور المذهل في علوم الجينوم، والهندسة الوراثية، وتطبيقات الذکاء الاصطناعي المرتبطة بالمجال البيولوجي والصحي.

 

Egypt. J. of Appl. Sci., 36 (9-10) 2021                                                  218

أما في ما يتعلق بفيروس کورونا الجديد، فقد ضرب الصين في وقت کان فيه اقتصادها يشهد بالفعل تراجعا إذ سجل معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي انخفاضا بواقع 6.1% في عام 2019 و 2020 مقارنة بـ 6.6% عام 2018. کما تزامن مع الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

 

کما تشير الکثير من التقديرات إلى أن الفيروس سيؤدي إلى مزيد من التراجع في نمو الاقتصاد الصيني، حيث توقع مصرف “سيتي بنک” أن ينخفض معدل النمو في الصين ​​إلى 5.5% نهاية 2020، وقدر اقتصاديون في الإيکونمست (The Economist) أن معدل النمو قد يصل إلى 5.4%، فيما قدرت “وکالة موديز” أن يصل معدل النمو في الصين إلى 5.6%، وتوقع بنک ANZ ألَّا يتجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني 5.8%، وتوقع بنک “جولدمان ساکس” أن يتباطأ نمو الصين ليصل إلى 5.5 % في هذه السنة. کما توقع آخرون في “ميزوهو بنک” أن يصل معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين نهاية 2020 إلى 5.6%.

 

 

 شکل رقم (1) : سناريوهات انخفاض معدل النمو في جمهورية الصين في عام2020

 

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط، لندن، 2 فبراير 2020.

يمکن تلخيص الأسباب التي تعزز التوقعات بانخفاض النمو الاقتصادي في الصين نتيجة انتشار فيروس کورونا الجديد إلى العديد من الأمور، مثل: انخفاض عائدات السياحة الداخلية والدولية في الصين مع اتساع نطاق عزلتها عن العالم بسبب الفيروس، وانخفاض الإنتاج الصناعي حيث تعتبر مدينة وُوهان عاصمه ولاية “هوبي” مرکز صناعي مهم بالنسبة للصين، إذ تساهم بنسبة 33% من الناتج الصناعي ونحو 90% من عمليات صهر النحاس و65% من عمليات تکرير النفط و60% من عمليات إنتاج الصلب و40% من عمليات إنتاج الفحم في الصين.

 

219                                             Egypt. J. of Appl. Sci., 36 (9-10) 2021                                          

کما تعد وُوهان مرکز مهم للصناعات التکنولوجية المهمة؛ وعلى عکس النمو الاقتصادي الصيني الذي تراجع في بنهاية عام 2019، حققت مقاطعة هوبي ارتفاعا في معدل النمو في العام نفسه بلغ نحو 7.8%، وبالتالي فإن فرض العزلة والحجر الصحي على المقاطعة ستکون له تأثيرات سلبية على معدل النمو الاقتصادي الکلي في الصين.

 

ومن هذه الأسباب أيضاً التوقعات بتباطؤ مبيعات التجزئة والسبب يعود إلى أن شهر يناير وفبراير هي فترة ازدهار مبيعات التجزئة في الصين؛ حيث يتزامن مع مطلع السنة الصينية الجديدة في 25 يناير الفترة التي تشهد فيها مبيعات التجزئة نمو مضطردا، وبعدد سکانها الضخم البالغ 1.3 مليار نسمة، يمثل قطاع التجزئة في الصين عنصرا مهما في العملية الاقتصادية، وتضرره بسبب قيود التنقل والحجر الصحي سيضر بالاقتصاد.

کما أن انتشار الفيروس وتحوله إلى وباء سيؤثر سلباً على حرکة الصادرات الصينية ومن ثم حرکة التجارة الخارجية للصين، وهو أمر حيوي للاقتصاد الصيني الذي تعتمد قوته الأساسية على حرکة التجارة الدولية.

وفضلاً عن هذا هناک التأثيرات المرتبطة بقطاع النقل والمواصلات الذي تعرض إلى شبه حالة شلل في بعض المقاطعات الصينية، ولاسيما مقاطعة هُوبي، وعاصمتها مدينة وُوهان مرکز الفيروس، والتي تعتبر ثاني أهم مرکز لوجيستي في الصين، وهذا له تداعياته على حرکة وسلاسة وسرعة انتقال السلع والخدمات. کما تعتبر مدينة وُوهان مرکز تصنيع لشرکات السيارات بما في ذلک نيسان وهوندا وجنرال موتورز، وغيرها من مراکز الشرکات العالمية کـ IBM وHABC وHoneywell وSiemens وWalmart.

وبالنسبة لمعدلات التضخم أدى انتشار فيروس کورونا الجديد إلى ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلک إلى مستوى عالية حيث هرع المستهلکون لشراء الضروريات الأساسية خلال تفشي الفيروس الذي تسبب في ارتفاع أسعار اللحوم والخضروات والسلع الأساسية الأخرى.

أما بخصوص التأثيرات على معدلات البطالة حيث وصلة البطالة إلى مستوى قياسي منذ ظهور المرض بسبب توقف العمل في العديد من المقاطعات والمدن بسبب خوف المواطنين من النزول لأماکن العمل، فضلاً عن إغلاق بعض الشرکات المحلية والدولية أبوابها لمنع تفشي الفيروس بين موظفيها. فسلسلة محلات ستاربکس على سبيل المثال أغلقت نحو 50% من متاجرها في الصين أي نحو 2000 فرع. کما أُجبرت شرکة تسلا (TSLA) على إغلاق مصنعها الجديد في شنغهاي مؤقتًا، وتوقف الإنتاج في مصنع أبل (AAPL) في وُوهان، وأغلقت کبريات الشرکات العالمية مصانعها في وُوهان کشرکة جنرال موتورز، وهوندا، ونيسان وفورد. ويشار هنا إلى أن معدلات البطالة عادة ما تتراوح بين 4% أو 5%، غير أن انتشار فيروس کورونا الجديد قد يؤدي إلى زيادة معدل البطالة نتيجة للتسريحات المرتقبة في قطاعات السياحة والإنتاج الصناعي والمواصلات وقطاع التجزئة.

 

Egypt. J. of Appl. Sci., 36 (9-10) 2021                                                  220

ومن بين القطاعات الأکثر تأثراً بسبب انتشار الفيروس نذکر: القطاع السياحي إذ أوقفت العديد من الخطوط الجوية الکبري جميع رحلاتها من وإلى الصين، وفرضت کل دول الجوار حظر على استقبال القادمين من الصين، وقامت کبرى شرکات السفر والفنادق وشرکات الطيران بإعادة المبالغ المدفوعة خلال معظم شهر فبراير، وتم إلغاء الاحتفالات بالعطلات وأُغلقت المواقع السياحية الرئيسية.

 

کما تأثر القطاع المالي ، حيث قامت البنوک الدولية ومديرو الثروات وکبريات المؤسسات المالية العالمية مثل کريدت سويس وHSBC وستاندرد تشارترد وFidelity International وUBS، التي توسعت بشکل استراتيجي في الصين في السنوات الأخيرة، باستدعاء موظفيها وإخلاء مکاتبها في آسيا، فيما قامت المؤسسات الاقتصادية الصينية کالبنک المرکزي الصيني بضخ 1.2 تريليون يوان، أي ما يعادل 23 مليار دولار أمريکي، في نظامها المالي في محاولة منها لحماية الاقتصاد من وباء فيروس کرونا. کما شهدت بورصتي شانغهاي وشنتشن اضطرابات ملحوظة إبَّان تصاعد أزمة فيروس کورونا.

التأثيرات على الاقتصاد الدولي:

شکل فيروس کورونا، مع دخول النمو الاقتصادي العالمي بالفعل في مرحلة التباطؤ، ضغطا إضافيا من حيث أنه سيساهم في انخفاض الناتج المحلي الإجمالي هذا العام. وتقدر مراکز الدراسات الاقتصادية أن ينخفض النمو العالمي هذا العام من 2.5% إلى 2.3% بواقع انخفاض يساوي0.2 نقطة مئوية فيما تشير مصادر اقتصادية أخرى إلى انخفاض يتراوح بين 0.1 إلى 0.2 نقطة مئوية.

وبمقارنة الوضع الحالي مع ما شهده عام 2003، فقد قدرت خسائر وباء السارس على الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة تراوحت بين 0.08% و0.25%، أي ما يعادل ما بين 30 و100 مليار دولار. وبحسب التوقعات فإن تأثيرات فيروس کورونا الجديد على الاقتصاد الصيني والعالمي سيکون أکبر من تأثير فيروس السارس أخذا في الاعتبار أن حجم الاقتصاد الصيني عام 2003 لم يکن يتجاوز 1.6 تريليون دولار مقارنة بنحو 14.3 تريليون دولار عام 2019 غير أن التأثيرات ستکون متباينة بحسب المناطق، حيث ستکون اقتصادات جنوب شرق آسيا أکثر تأثراً من غيرها، حيث لا تعد الصين شريکًا تجاريًا رئيسيًا لهذه المنطقة فحسب، وإنما مصدرا رئيسيا لإيرادات السياحة فيها.

کما هناک بعض القطاعات التي تضررت بشکل مباشر من انتشار الفيروس على المستوى الدولي، من بينها قطاع السياحة العالمي، إذ يعد المسافرون الصينيون من أکثر المنفقين في السياحة الدولية، بواقع 150 مليون رحلة في الخارج بقيمة 277 مليار دولار في عام 2018. کما يشکل الصينيون حوالي ثلث مبيعات السفر بالتجزئة في جميع أنحاء العالم، ومع انتشار الفيروس والقيود المفروضة على حرکتهم يتوقع أن يتأثر قطاع السياحة العالمي بشکل کبير وحرکة السياحة الدولية إلى داخل الصين.

 

221                                             Egypt. J. of Appl. Sci., 36 (9-10) 2021                                          

کما أثر انتشار فيروس کورونا على القطاع المالي العالمي وأداء أسواق الأسهم العالمية وتسبب في ارتفاع عملات الملاذ الآمن مثل الذهب والفضة، وبعض العملات مثل الفرنک السويسري، والين الياباني اللتين شهدتا ارتفاعات کبيرة مقابل الدولار الأمريکي، والمتوقع کذلک أن يمتد التأثير إلى الأسواق خلال الفترة المقبلة على الرغم من کل الاحتياطيات والتدابير التي تم اتخاذها لاحتواء الفيروس. فقد أدت التطورات السلبية الخاصة بمعدلات نمو الاقتصاد العالمي والخلاف التجاري بين الصين والولايات المتحدة إلى دفع المستثمرين إلى سوق الأصول الآمنة، لکن ظهور فيروس کورونا دفع المستثمرين إلى التخلي عن أسواق الأسهم والسندات والإقبال على الذهب کأحد أهم الملاذات والأصول الآمنة، حيث سجلت صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب أعلى مستوى في 7 أعوام. کما زادت أزمة فيروس کورونا من مستويات الضغط على قطاع النقل البحري في العالم، مع تراجع حرکة السفن من وإلى الصين، کونها أکبر دولة مصدرة في العالم وثاني أکبر اقتصاد.

 

أما تأثير هذه الأزمة الصحية على حرکة التجارة الدولية، فسيتوقف على المدى الذي سيصل إليه انتشار الفيروس، فاستمرار الأزمة لبعض الوقت سيترتب عليه عدم تمکن الصين من الوفاء بتعهدها الأخير بزيادة وارداتها من الولايات المتحدة بمقدار 200 مليار دولار على مدار العامين المقبلين. کما سيضر حتماً بالاقتصاد العالمي، حيث تعتبر الصين ثاني أکبر اقتصاد في العالم وهو اقتصاد مندمج بنسبة کبيرة في شبکات الإمدادات الدولية، فهي سوق تصدير مهم للمنتجات العالمية، وموقع إنتاج مهم للشرکات الصناعية العالمية، ونقطة انطلاق للعديد من سلاسل التوريد العالمية. ويحذر خبراء الاقتصاد من أن التوقف الطويل في عملية الإنتاج يمکن أن يقطع سلاسل الإمداد في الصناعات الکيميائية والسيارات والنسيج والإلکترونيات، حيث لن تتمکن الشرکات الدولية من الحصول على الأجزاء التي تحتاجها وستضطر إلى البحث على موردين آخرين أو إيقاف الإنتاج؛ ما معناه أن أي إعاقة اقتصادية للصين سيکون لها تأثير أکبر على بقية العالم.

کما يتوقع الخبراء أن تطال التبعات الدول المنتجة للمواد الأولية التي قد تشعر بضغوط أکبر على صادراتها کون الصين محور السوق العالمية للمواد الأولية وهذا ما يظهر من خلال أسعار النفط التي سرعان ما واجهت ضغوطا فتراجعت بنسبة 20% خلال شهر واحد.

التداعيات الأمنية والاستراتيجية:

هناک العديد من التداعيات الاستراتيجية التي يسببها الانتشار الواسع للأوبئة، سواء على صعيد الأوضاع الأمنية والسياسية الداخلية، أو على مستوى مکانة الدولة وتأثيرها في محيطها الخارجي وعلاقاتها بالدول والقوى الأخرى:

  • على المستوى الداخلي: يؤدي انتشار الأوبئة وعجز الحکومات عن التصدي لها وحماية الصحة العامة إلى تآکل شعبية الحکومة وزيادة حالة السخط الشعبي التي قد تنفجر في صورة احتجاجات عنيفة. کما قد يترتب على التأثيرات الاقتصادية للأوبئة وما تسببه من تقويض لعملية التنمية، ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بين السکان، ومن ثم زيادة حالة السخط الشعبي. وقد تتسبب الأوبئة کذلک في خلق حالة من الانقسامات السياسية الداخلية بشأن کيفية التعامل معها وإدارتها، وهذه الحالة قد تنعکس سلبا على حالة الاستقرار السياسي في الدولة المتفشي فيها الوباء.                    .
    وهذا ما حدث في الصين مؤخراً إذ أظهر سکان مدينة وُوهان الموبوءة بالمرض تضامناً فريداً في مواجهة الفيروس القاتل.
  • Egypt. J. of Appl. Sci., 36 (9-10) 2021                                                  222

    على المستوى الخارجي: قد تؤدي الأوبئة وخاصة إذا کان انتشارها واسعاً إلى تزايد هشاشة الدولة وضعفها من الداخل، وبالتالي تراجع مکانتها ودورها الإقليمي أو الدولي على الصعيد الخارجي، وموقعها ضمن خريطة موازين القوى الإقليمية والدولية؛ فالطاعون الأنطوني على سبيل المثال الذي ضرب الإمبراطورية الرومانية بين سنتي 165 و190م، تسبب وفقاً لبعض المؤرخين في تدمير الجيش الروماني وإضعاف سطوة الإمبراطورية الرومانية في حينها. کما أدى الطاعون الأسود الذي ضرب أوروبا في القرن الرابع عشر إلى تعطيل المجتمع الأوروبي بصورة کبيرة، وأحدث تحولا في بعض الأحوال في ميزان القوى الإقليمية في أوروبا في حينها.

وبالنسبة لفيروس کورونا الجديد الذي ضرب الصين وامتد إلى العديد من الدول الأخرى، فإن تأثيراته الجيوسياسية والأمنية على الصين داخليا وخارجيا ما تزال غير واضحة.

ومع ذلک يمکن الإشارة إلى عدد من التأثيرات الأولية التي قد تکون أکثر وضوحاً بسبب تفاقم هذا الفيروس وتحوله إلى وباء واسع الانتشار:

أولاً: على الرغم من الجهود الکبيرة التي بذلتها الصين لمواجهة هذا الفيروس والإمکانيات الکبيرة التي سخرتها للقضاء عليه، فقد أظهر الفيروس الحاجة الماسة إلى زيادة التعاون الدولي في مجال مکافحة الأوبئة، وعدم قدرة أية دولة بمفردها، مهما کانت کبيرة، على التصدي لهذه الأوبئة والقضاء عليها.

ثانياً: أدى انتشار الفيروس وتزايد الخسائر البشرية الناجمة عنه وحالة الذعر التي سببها بين شعوب العالم إلى تحويل دول کبرى بحجم الصين إلى دول معزولة ومحاصرة دولياً، وهذه العزلة قد تنعکس سلبياً وبصورة کبيرة على مکانة الصين ودورها العالمي إذا استمر انتشار الفيروس لوقت طويل، وهو ما يطرح تساؤلات بشأن التأثيرات المحتملة لمثل هذه الأوبئة على الدول الصغيرة أو متوسطة الحجم

ثالثاً: تکتسب الصين مکانتها الدولية من قوة اقتصادها، وبالنظر إلى التأثيرات السلبية الواضحة لفيروس کورونا الجديد على الاقتصاد الصيني ومعدلات النمو والتنمية في الصين، يمکن القول إن استمرار الفيروس لبعض الوقت سيؤثر سلبا على مکانة الصين الدولية، وعلى موازين القوى بينها وبين القوى الدولية الأخرى، ولاسيما الولايات المتحدة التي تخوض معها حرباً تجارية؛ وهذا الأمر قد يقود إلى حدوث تغيرات کبرى في طبيعة النظام الدولي برمته، إذا تعرضت الصين بالفعل للحجر الصحي من قبل العالم، أو إذا انکفأت على شؤونها الداخلية لمعالجة تبعات الفيروس وأضراره وانسحبت مؤقتا من الساحة السياسية العالمية.

 

223                                             Egypt. J. of Appl. Sci., 36 (9-10) 2021                                          

رابعاً: بالرغم من أن التوقعات تشير إلى أن الصين ستنجح في نهاية المطاف في مواجهة هذا الفيروس مثلما حدث مع وباء سارس في السابق، فإن سيناريو استمرار هذا الفيروس وتحوله إلى وباء واسع الانتشار سيکون تأثيره خطيرا على المستوى الأمني والسياسي الداخلي في الصين سواء من ناحية الثقة الشعبية في الحکومة والنظام القائم أو في ما يتعلق بإمکانية انفجار السخط الشعبي في وجه الفشل الحکومي في التصدي للفيروس القاتل، والذي سيکون له تأثيرات کبيرة على استقرار الصين. ويمکن هنا أن نشير إلى الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها هونج کونج مؤخرا، والتي أثرت على الصين وجعلتها موضع انتقادات دولية واسعة، ورغم أن هذه الاحتجاجات هي سياسية بالأساس، فإن فشل الصين في معالجة أزمة کورونا قد يؤدي إلى اتساع نطاق الاحتجاجات الشعبية ما يضع الصين في أزمة کبرى.

 

خامساً: ستعزز هذه الأزمة الصحية التي تواجهها الصين من قوة منافستها الأکبر الولايات المتحدة، وستخدم بالأساس مصالح واشنطن، ولاسيما إذا أدت إلى تراجع قوة الاقتصاد الصيني ومکانة بکين، ومن ثم تحويل ميزان القوى بصورة أکبر لمصلحة الولايات المتحدة والغرب.

سادساً: سيؤثر انتشار الفيروس وعدم القدرة على مواجهة سلبا على خطط الصين في التوسع والتمدد العالمي، بما في ذلک خطة “حزام واحد.. طريق واحد” التي تسعى من خلالها إلى ربط الصين بالعالم، وهذا قد يؤثر على العديد من دول العالم التي کانت تراهن على هذه الخطة الطموحة.

سابعاً: طرح الجدل الذي رافق انتشار فيروس کورونا الجديد في الصين بشأن سبب انتشاره والتفسيرات التآمرية التي طُرحت في هذا السياق على لسان متابعين وحتى سياسيين، تشکل قضية أخرى مهمة للنقاش تتعلق بخطورة الحروب البيولوجية التي قد تلجأ فيها الدول إلى استخدام الفيروسات الوبائية کأسلحة في مواجهة العدو.

وبصرف النظر عن نظريات المؤامرة التي طرحت في هذا السياق وتحدثت عن أن انتشار الفيروس تم بفعل فاعل بهدف عرقلة النمو الاقتصادي الصيني، على نحو ما أشار إليه على سبيل المثال، السياسي الروسي فلاديمير جيرينوفسکي الذي زعم أن الفيروس “مؤکد” من قِبل الأمريکيين لاستهداف الصين.

مثل هذه النظريات ليست جديدة، ففي عام 2013 اتهم العقيد في سلاح الجو الصيني داي شو الحکومة الأمريکية، أو تلک التي زعمت أن الفيروس الجديد نشأ في “برنامج للأسلحة البيولوجية السرية” في الصين وتحديدا في معهد وُوهان لعلم الفيروسات، وتسرب منه؛ ومع الاعتراف بعدم قبول مثل هذا التفسير السطحي الذي يروق للبعض لأن جميع دول العالم تدرک حقيقة أن انتشار الوباء قد يمتد إليها إذا خرج عن دائرة السيطرة، فإن الأمر الذي لا شک فيه هو أن کثير من دول العالم اليوم لديها برامج، سرية أو علنية، لتطوير أسلحة بيولوجية فتاکة قادرة على تدمير الدول والمجتمعات من الداخل، وبعضها لديه قدرات معرفية وعلمية مهمة يمکنها استخدامها إذا شاءت في تطوير هذه الأسلحة من خلال الهندسة الجينية لبعض الفيروسات وصفاتها الوراثية، وهو أمر خطير ويجب أن يؤخذ في الاعتبار عند المعنيين بمناقشة حروب المستقبل وبدراسة کيفية کسبها أو على الأقل تقليل مخاطرها.

 

Egypt. J. of Appl. Sci., 36 (9-10) 2021                                                  224

الخاتمـــة:

 

أعاد الانتشار السريع لفيروس کورونا الجديد في الصين، والعديد من دول العالم، وتنامي خسائره البشرية التي تجاوزت وباء سارس عام 2002/2003 الحديث مجدداً عن خطورة انتشار الأوبئة على الجنس البشري، ولاسيما في ظل الترابط الکبير بين دول العالم الذي أدى إلى وصولنا إلى مرحلة يمکن وصفها بـ “عولمة الأوبئة”. کما عززت التداعيات الاقتصادية والاستراتيجية التي تسبب، وقد يتسبب فيها، الفيروس الجديد مستقبلا إذا استمر لبعض الوقت، الحاجة إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال التصدي لمهددات الصحة العامة ولاسيما الأوبئة، بوصفها أحد أخطر مصادر التهديد التي تواجه الجنس البشري.

قائمة المراجــع :

1- دانييل بورشتاين، أرنيه دي کيزا. التنين لأکبر: الصين في القرن لحادي و العشرين. ترجمة: شوقي جلال، الطبعة الأولى. سلسلة عالم المعرفة، رقم 271، المجلس الوطـني للثـقافة و الفـنون و الآداب، الکويت،  2001.

10- سيلفيا يراون ، نهاية الأيام  ، 2008.

11- دين کونتز ، عيون الظلام ، 1981.

2-کاظم هاشم نعمة. سياسة الکتل في آسيا. الطبعة الأولى،أکاديمية الدراسات العليا و البحوث الاقتصادية، طرابلس، 1997.

3-محمد السيد سليم، نيفين مسعد. العلاقة بين الديمقراطية و التنمية في آسيا. الطبعة الأولى، مرکز الدراسات الآسيوية، جامعة القاهرة، مصر، 1997.

4-محمد السيد سليم. آسيا و التحولات العالمية. مرکز الدراسات الآسيوية، القاهرة، 1998.

5- تحليل السياسة الخارجية. الطبعة الثانية، دار الجيل، بيروت، 2001.

6-محمود عبد الفضيل. العرب و التجربة الآسيوية: الدروس المستفادة. الطبعة الأولى، مرکز دراسات ا لوحدة العربية، بيروت، الطبعة الأولى، 1999.

7-أبو دهب , فتوح .(2002م).نموذج التنمية في الصين حدود و إمکانيات التطبيق خليجيا مرکز الخليج للدراسات الاستراتيجية , ع(30),ص62-68.

8- عبد الغني , محمد.(2002م).الخليج العربي في رؤية الصين الاستراتيجية .مرکز الخليج للدراسات الاستراتيجية , ع(30), ص56-62.

9- لورانس رايت ، نهاية أکتوبر  ، إبريل 2020.

الدوريات ومواقع الانترنت "

[1] Verity Murphy, ‘Past pandemics that ravaged Europe’, BBC News, 7 November 2005. http://news.bbc.co.uk/2/hi/health/4381924.stm

[2] ‘De-coding the Black Death’, BBC News, 3 October 2001. http://news.bbc.co.uk/2/hi/health/1576875.stm

 

225                                             Egypt. J. of Appl. Sci., 36 (9-10) 2021                                          

[3] خالد بشير، “فتکت بالملايين وأبادت شعوباً.. أخطر الأوبئة عبر التاريخ”، موقع حفريات، 3 أبريل 2018، على الرابط: https://www.hafryat.com/ar/node/2694

 

[4] منظمة الصحة العالمية، “الکوليرا”، 17 يناير 2019، على الرابط: https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/cholera

[5]  “بعد 100 عام من وباء إنفلونزا 1918.. کيف نتعلم منه اليوم؟”، موقع سي إن إن، 30 يناير 2018، على الرابط:

https://arabic.cnn.com/health/2018/01/30/1918-flu-history

[6]  “الصين تعلن تفشي فيروس إنفلونزا الطيور”، صحيفة الشرق الأوسط، لندن، 2 فبراير 2020.

[7] “أخطر 5 أوبئة عرفها العالم في العقد الماضي”، موقع سکاي نيوز الإخباري، 28 يناير 2020.

[8] حبيب الملا مقال حول کورونا والاقتصاد العالمي ، منشور علي موقع cnn بتاريخ 26/4/2020.

[9] أحمد جلال ، مقال بعنوان کورونا والاقتصاد العالمي ، منشور علي موقع جريدة الشرق الأوسط ، العدد 15102، بتاريخ 3/4/2020 .

[10] التأثير الاقتصادي الناجم عن وباء فيروس کورونا المستجد (کوفيد ١٩) على قطاع السياحة والتحويلات المالية: رؤي ثاقبة من مصر

[11] جمال اسعد ، کورونا والاقتصاد المصري مقال منشور علي موقع البوابة نيوز بتاريخ 13/4/2020 –

[12] مقال بعنوان جائحة کورونا ستخلف ندوبا اقتصادية دائمة في أنحاء العالم ، دانا فوريسک، 6/8/2020

[13] مقال بعنوان کورونا والاقتصاد العالمي ،موقع العين الاخباري، أبو ظبي ، 17/9/2020.

[14] مقال بعنوان الاثار اقتصادية لوباء کورونا ، د. حسين البناء ،موقع رأي اليوم ، 8/4/2020

[15] مقال بعنوان الصدمات الخمس للاقتصاد العالمي جراء کورونا ، مرکز المستقبل للابحاث والدراسات المتقدمة ، 25/3/2020

[16] مقال بعنوان کورونا في الدول العربية عاصفة عابرة فرصة للتغيير أم کارثة إقليمية ، 7/4/2020

[17] القطاعات التي ستضرر من استمرار تأثير کورونا ، سليم حسين ، موقع البورصة ، 17/3/2020

[18] موقع ويکيبيديا

[19] موقع منظمة الصحة العالمية.

 

Egypt. J. of Appl. Sci., 36 (9-10) 2021                                                  226

THE REPERCUSSIONS OF THE EMERGING CORONA VIRUS ON THE DIMENSIONS OF THE CHINESE ECONOMY

 

Seham A.A.A. Ashour

and

Waleed M. Abdelgawad

Assistant Professor of Economics - Faculty of Commerce Girls of Al-Azhar University branch with our understanding of supervision

 

Economic Researcher at the Asian Graduate School- Zagazig University

Sehamakl2020@gmail.com

 

Wma2014@yahoo.com

ABSTRACT

It is the emerging corona virus Covid 19 that invaded China and claimed the lives of many people, and that this new virus constitutes a dangerous development in the chain of epidemic viruses; For this reason, the research aimed to analyze the effects of the emerging corona virus on the Chinese economy, and to achieve this goal, the research targeted several sub-goals:

1- Recognizing the impact of the Corona pandemic on the various economic sectors.

2- Identifying the role of the health and education sectors in the Corona pandemic crisis.

3- Recognizing the seriousness of the rural economy in the face of these crises.

4- Learn about the precautionary measures and measures in the face of the crisis.

The research used the analytical method to present and analyze the effects of the emerging corona virus on the economy in the state of China and statistical analysis to measure the effects of the emerging corona virus on the economy in the state of China.

The study revealed some important matters, including:

1- The rapid spread of this virus, which bypassed China to the rest of the world, affected the economies of China and all countries of the world.

2- Increasing the risks of the repercussions of this virus on the entire global economy.

3- The spread of this epidemic has led to political and strategic repercussions, and the possibility of using such epidemic viruses as a tool in next generation wars.

4- Paralyzing tourism and aviation and its impact on China's GDP.

5- It led to a wide use of information technology in all countries of the world as a basic alternative to ending various business.



(1)   کورونا يشل الاقتصاد الصيني وانعکاسات سلبية علي الاقتصاد العالمي . 2/4/2020 . https://www.dw.com/ar

[2] ) ) https://www.france24.com بتاريخ 24/3/2020

قائمة المراجــع :
1- دانييل بورشتاين، أرنيه دي کيزا. التنين لأکبر: الصين في القرن لحادي و العشرين. ترجمة: شوقي جلال، الطبعة الأولى. سلسلة عالم المعرفة، رقم 271، المجلس الوطـني للثـقافة و الفـنون و الآداب، الکويت،  2001.
10- سيلفيا يراون ، نهاية الأيام  ، 2008.
11- دين کونتز ، عيون الظلام ، 1981.
2-کاظم هاشم نعمة. سياسة الکتل في آسيا. الطبعة الأولى،أکاديمية الدراسات العليا و البحوث الاقتصادية، طرابلس، 1997.
3-محمد السيد سليم، نيفين مسعد. العلاقة بين الديمقراطية و التنمية في آسيا. الطبعة الأولى، مرکز الدراسات الآسيوية، جامعة القاهرة، مصر، 1997.
4-محمد السيد سليم. آسيا و التحولات العالمية. مرکز الدراسات الآسيوية، القاهرة، 1998.
5- تحليل السياسة الخارجية. الطبعة الثانية، دار الجيل، بيروت، 2001.
6-محمود عبد الفضيل. العرب و التجربة الآسيوية: الدروس المستفادة. الطبعة الأولى، مرکز دراسات ا لوحدة العربية، بيروت، الطبعة الأولى، 1999.
7-أبو دهب , فتوح .(2002م).نموذج التنمية في الصين حدود و إمکانيات التطبيق خليجيا مرکز الخليج للدراسات الاستراتيجية , ع(30),ص62-68.
8- عبد الغني , محمد.(2002م).الخليج العربي في رؤية الصين الاستراتيجية .مرکز الخليج للدراسات الاستراتيجية , ع(30), ص56-62.
9- لورانس رايت ، نهاية أکتوبر  ، إبريل 2020.
الدوريات ومواقع الانترنت "
[1] Verity Murphy, ‘Past pandemics that ravaged Europe’, BBC News, 7 November 2005. http://news.bbc.co.uk/2/hi/health/4381924.stm
[2] ‘De-coding the Black Death’, BBC News, 3 October 2001. http://news.bbc.co.uk/2/hi/health/1576875.stm
[3] خالد بشير، “فتکت بالملايين وأبادت شعوباً.. أخطر الأوبئة عبر التاريخ”، موقع حفريات، 3 أبريل 2018، على الرابط: https://www.hafryat.com/ar/node/2694
[4] منظمة الصحة العالمية، “الکوليرا”، 17 يناير 2019، على الرابط: https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/cholera
[5]  “بعد 100 عام من وباء إنفلونزا 1918.. کيف نتعلم منه اليوم؟”، موقع سي إن إن، 30 يناير 2018، على الرابط:
https://arabic.cnn.com/health/2018/01/30/1918-flu-history
[6]  “الصين تعلن تفشي فيروس إنفلونزا الطيور”، صحيفة الشرق الأوسط، لندن، 2 فبراير 2020.
[7] “أخطر 5 أوبئة عرفها العالم في العقد الماضي”، موقع سکاي نيوز الإخباري، 28 يناير 2020.
[8] حبيب الملا مقال حول کورونا والاقتصاد العالمي ، منشور علي موقع cnn بتاريخ 26/4/2020.
[9] أحمد جلال ، مقال بعنوان کورونا والاقتصاد العالمي ، منشور علي موقع جريدة الشرق الأوسط ، العدد 15102، بتاريخ 3/4/2020 .
[10] التأثير الاقتصادي الناجم عن وباء فيروس کورونا المستجد (کوفيد ١٩) على قطاع السياحة والتحويلات المالية: رؤي ثاقبة من مصر
[11] جمال اسعد ، کورونا والاقتصاد المصري مقال منشور علي موقع البوابة نيوز بتاريخ 13/4/2020 –
[12] مقال بعنوان جائحة کورونا ستخلف ندوبا اقتصادية دائمة في أنحاء العالم ، دانا فوريسک، 6/8/2020
[13] مقال بعنوان کورونا والاقتصاد العالمي ،موقع العين الاخباري، أبو ظبي ، 17/9/2020.
[14] مقال بعنوان الاثار اقتصادية لوباء کورونا ، د. حسين البناء ،موقع رأي اليوم ، 8/4/2020
[15] مقال بعنوان الصدمات الخمس للاقتصاد العالمي جراء کورونا ، مرکز المستقبل للابحاث والدراسات المتقدمة ، 25/3/2020
[16] مقال بعنوان کورونا في الدول العربية عاصفة عابرة فرصة للتغيير أم کارثة إقليمية ، 7/4/2020
[17] القطاعات التي ستضرر من استمرار تأثير کورونا ، سليم حسين ، موقع البورصة ، 17/3/2020
[18] موقع ويکيبيديا
[19] موقع منظمة الصحة العالمية.