Document Type : Original Article
Abstract
Highlights
Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 338 |
ABSTRACT
1st This study introduced Mecca`s society, nature of the Arab environment and the tribes inhabited that region who were known as AHABEESH (Abyssinians) and cleared the misunderstanding around them that they are Abyssinians, while they were allies of Quraish who were Arabs and allied themselves under a mountain called Habshia (which means Abyssinian in Arabic) , and took their name from it
2nd This study showed how this alliance took its place between Ahabeesh and Quraish which required to stay on the corner of the Ka''bawith giving their word to collaborate against their enemies for ever .
3rdthis study showed the social role of the Ahabeesh in Mecca with referring to the alliances that have arisen among them , Quraysh with the others tribes, the way and the history of alliances formation and how widened included a lot of tribes around Mecca that joined under these alliances and gave examples like Qarth alliance and Khuzaah alliance with AbdAlmottaleb.
4th the study showed their Religious role that gave more power by alliance with Quraysh, especially afterbegınıng the responsıbılty of transposıng ,and spreading their circle of influence including the majority of the tribes ın the Arabian Peninsula until Embracing Islam.
5th this study also dealt with the commercial role of Al-ahabesh and Quraysh, and how they dealt with their rights and practicing these rights which enabled them to expand their trade despite of the tribal Wars and conflicts in the Arab environment.
Finally, the study dealt with the political role which increased the man power by alliance, especially with the system of war based on vast armies of Ahabeesh .
The study reported the most prominent scenes and days that have happened withQuraish, mentioned 3 days which witnessed before Islam three days they are : ZatAnnakeef,Almeshlal, and ElfijarAlAkheer ..
The study is ending with the conclusion, which included the main findings of the study.
Keywords
Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 320-343 |
أدوار الأحابیش قبل الإسلام
عواطف برکات یحیى المالکی
کلیة الشریعة والدراسات الإسلامیة - التخصص العام: التاریخ والحضارة الاسلامیة - التخصص الدقیق: التاریخ القدیم - جامعة أم القرى - المملکة العربیة السعودیة
الکلمات المفتاحیة: مکة، الأحابیش، قریش، قبل الإسلام
الملخص:
تهدف هذه الدراسة الى إیضاح الأدوار التی ساهم فیها الأحابیش فی المجتمع المکی فی الفترة الزمنیة قبل الإسلام، کما سنوضح الأسس والظروف التی نشأ فیها حلفهم، وکیف تمکنوا من النجاة وفرض أنفسهم فی تلک الفترة التاریخیة.
المقدمة:
عُقدت الکثیر من الأحلاف فی الجزیرة العربیة قبل الإسلام على اختلاف مسبباتها، وسنرکز الحدیث فی بحثنا عن حلف الأحابیش الذی تشکل بمکة فی القرن الخامس المیلادی، واستمر حتى فتح مکة فی العام الثامن من الهجرة.
اعتمدت الباحثة فی دراستها بشکل أساسی على الرجوع للشعر الجاهلی، والتتبع والتحقق من الروایات المتفرقة فی کتب التاریخ، کذلک الرجوع للقرآن الکریم والسنة النبویة المطهرة، وذکر الأحداث التی ارتبطت باسمهم، وتوثیق ذلک وعرضه باستخدام المنهج التاریخی، وذلک بتتبعهم خلال الفترة الزمنیة التی نشأوا فیها قبل الإسلام، وإذا ما تجاوزنا هذه الفترة بقلیل فلغرض التأکید على أحداث ومجریات البحث.
وتقوم هذه الدراسة على مشکلة تتمحور حول ماهیة الأدوار التی شارک فیها الأحابیش فی تلک الفترة، ولنجیب عن ذلک لابد أن نعرف من هم الأحابیش، وندرک ما هو حقیقة حلفهم.
لذلک تهدف الدراسة إلى هدفین:
(الأول): تسلیط الأضواء على الأحابیش وحلفهم؛ لکونهم جزء من المجتمع المکی وحیاة قبیلة قریش، الذین کان لهم دور بارز ومهم سواء قبل البعثة النبویة، وفی التاریخ الإسلامی لاحقاً.
و(الثانی): عرض الأدوار التی قام بها الأحابیش وشخصیاتهم، وتحلیلها وتوثیق النتائج التی خرجت بها الدراسة.
ویتکون البحث من خمسة أقسام:
القسم الأول: المجتمع المکی والتعریف بالأحابیش.
القسم الثانی: الدور الاجتماعی للأحابیش.
القسم الثالث: الدور الدینی للأحابیش.
القسم الرابع: الدور التجاری للأحابیش.
القسم الخامس: الدور السیاسی للأحابیش.
ثم یختم البحث بعرض لأهم النتائج التی توصل إلیها.
321 Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 |
القسم الأول: المجتمع المکی والتعریف بالأحابیش.
تمتاز مکة طبیعیاً بوقوعها على ظهر وادی أجدب لا تنمو فیه الزروع ما خلا بعض جهاتها، وتحیط بهذا الوادی الجبال العالیة من جمیع جهاتها[1]، ونذکر منها:
جبل أبی قبیس الذی عُرف قدیماً بـ(الأمین)، والجبل الأحمر الذی اشتهر قدیماً بـ(الأعرف)، کذلک البل الأبیض المعروف قدیماً بـ(المستنذر)[2].
وقد سکن مکة عدة قبائل قدیمة وعریقة کان أشهرها قبیلة (قریش) أبناء: فهر بن مالک بن النضر بن کنانة بن خزیمة بن مدرکة بن ألیاس بن مضر[3]، فبعد أن انتزع (قصی بن کلاب) زعامة مکة من خزاعة التی کانت تدیرها، اختص بسکنى مکة لقریش دون سواهم، وقام بتخطیط أراضیها بشکل لم یکن مألوفاً عندهم، حیث قام بعمارتها وتقسیمها لفرعی قریش الذین عرفوا فی التاریخ: بقریش البطاح، وقریش الظواهر[4].
فأختص بطاح مکة لبنو: عبد مناف، عبد الدار، زهرة، تیم، مخزوم، جمح، سهم، وبعض أبناء عامر بن لؤی[5].
أما ظواهرها: فکانت لسائر من بقی من قبائل قری من أبناء فهر: محارب والحارث، کذلک تیم الأدرم، وبقیة بنی عامر بن لؤی[6].
ویظهر أن هذا التقسیم کان مبنیاً على أساس طبقی؛ تبعاً للتکوین الجغرافی لکل منطقة، حیث عرف الظواهر بالغنى والثراء لممارستهم التجارة وامتهانها، یقول الشاعر[7]:
هم ملأوا البطاح مجداً وسؤددا ... وهم ترکوا رأی السفاهة والهجر
بینما عرفت قریش البطاح ببسیط الأعمال، غیر أنهم کانوا یفخرون بمقدرتهم الحربیة وغلبتهم على العدو فی الحرب ودفاهم عن الحرم[8].
وبعد أن نجح قصی فی کسب مکة لنفسه وقومه باستحقاق وجدارة[9]، رضیت بقیة القبائل غیر القویة بأن تسکن أطراف مکة وحوالیها: کقیس من بنو عقیل، بنو هلال، بنو نمیر، بنو نصر، وبقیة قبائل کنانة بن خزیمة من: غفار، ودوس، بنو اللیث من بکر، خثعم، حکم[10]، وأیضاً قبیلة خزاعة: أبناء ربیعة بن حارثة بن عمرو من الأزد[11].
Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 322 |
وإضافة لمکانة مکة القدیمة وقدسیتها الأزلیة لوجود البیت الحرام، أصبحت من کبرى مدن الجزیرة العربیة عندما برزت من ناحیتین:
(الدینیة): بعد حادثة الفیل عام 571م[12]، والتی نتج عنها فشل حملة أبرهة الحبشی الذریع، فزادت بذلک قدسیة الکعبة وذاع صیت قریش عندما قال عرب الجزیرة: أنهم أولیاء الله دافع عنهم وحمى بیته[13].
(الاقتصادیة): وذلک عندما تبوأت قریش الزعامة الاقتصادیة بین أعراب الجزیرة وذاعت شهرتها التجاریة وبالأخص بعد خروج الحبشة من الیمن فی القرن السادس[14]، ولقیام رحلات الإیلاف التی عُرفت بها قریش تسیرها صیفاً وشتاء على طرق التجارة القدیمة المرتحلة ما بین الیمن والشام والعکس مروراً بمکة، قال تعالى:
{لِإِیلَافِ قُرَیْشٍ (1) إِیلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّیْفِ (2) فَلْیَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَیْتِ (3) الَّذِی أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)}[15].
إضافة؛ لفقدان مملکتی الحیرة وغسان الکثیر من هیبتها وعظمتها بین قبائل العرب، کل ذلک جعل من مکة عاصمة روحیة واقتصادیة متصدرة بین مدن الجزیرة العربیة[16].
وقد دخلت مکة للأسباب السابقة فترة ازدهار وبزغت فیها بواکیر التحضر، ولتحافظ على هذه المکانة التی وصلت إلیها وتجارتها؛ عمدت قریش لتدعیم وإرساء مکانتها بالمال تارة وعقد الأحلاف ما استطاعت، وسار على خطاها القبائل المقیمة على أطراف مکة، حتى أضحت الأحلاف دیدن وضابط المجتمع المکی، وکان من ضمن هذه الأحلاف المعقودة: (حلف الأحابیش).
تعریف الأحابیش:
المفهوم اللغوی: (حَبَشَ) هی کلمة واحدة فی أصلها تدل على التجمیع[17]، والحَبش والحبشة: جنس من السودان، وجمعها: الحبشان، ویقال: أحبشت المرأة بولدها؛ إذا جاءت به حَبشی اللون[18].
(والأحابیش) هم الجماعات التی تجتمع من قبائل شتى[19] وکذلک یدخل فی معنى ذلک کُلاً من لفظ (الحباشة) و (الأحبوش)[20]، وأضاف ابن منظور: بأنهم الجماعة أیاَ کانوا؛ إذ أنهم متى ما تجمعوا اسودوا للناظرین[21].
323Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 |
أما فی الاصطلاح: هم حلفاء قریش من قبائل العرب، تحالفوا تحت جبل یسمى حبشیاَ فأخذوا اسمهم منه[22]، وقیل إنهم تسموا بذلک لاجتماعهم[23]، وعلى کلاً هما مناسبتان اجتمعتا لنفس الحدث.
ولعل الوفرة اللغویة لمفردة (حبش) هی ما أوقعت اللبس عند بعض المؤرخین، فظنوا أنهم جنس من السودان[24].
ویبدوا أن هذا اللبس لیس جدیداً، حیث یذکر (ابن الوردی) فی تاریخه: "ذکر الأحابیش فی نوبة أحد ظن أنهم من الحبشة ولیس کذلک؛ بل هم عرب من بنی کنانة فهؤلاء إخوة النضر بن کنانة"[25].
وکذلک قال (ابن فضل الله العمری) فی کتابه مسالک الأبصار: "ومن بطون کنانة الأحابیش، ولیسوا من الحبشة بل هم من عرب کنانة"[26].
ویدعم هاتین الروایتین أن أغلبیة کتب اللغة صنفت (حبش) على أنهم قبائل، وبینت کتب التاریخ الإسلامی أنسابهم وحلفهم تفصیلاً.
ویظهر إنما خص بنی کنانة فی الروایتین السابقتین دون غیرهما من القبائل؛ لأنهم أول من دعا وسعى لعقد الحلف، ثم توالت القبائل فی الدخول معهم کما سیأتی ذکره.
انعقاد الحلف:
اتخذ حلف الأحابیش طابع النصرة والمؤازرة، وقد کان بنی الحارث بن عبد مناة بن کنانة هم أول من دعا إلیه، حیث ورد أن رجلاً منهم نزل الى مکة یبتاع سلعة له، فمر على منزل لیستسقی منهم، فخرجت له امرأة من قریش تشتکی حالهم من بنی بکر بن عبد مناة بن کنانة، فخرج الرجل الى قومه یخبرهم بالذل الذی لحق قریش من بنی بکر، فرأوا أن ینصروا (قریش)، فدعوا بنی المصطلق والحیا، وسمعت بهم الهون بن خزیمة فانضمت إلیهم، حتى اجتمعوا جمیعاً بذنب حبشی، فتشاوروا أمرهم ثم تحالفوا على أن یکونون یداً واحدة "تهد الهد وتحقن الدم ما أرسى حبشی"[27].
Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 324 |
وکان هذا بعد الفترة التی غلب فیها قصی على مکة وقسمها بین قریش، فتفرق عنها من کان ینصرها من (أسد وقضاعة)، حتى ضعفت قریش التی لم یکن لها خبرة حربیة کافیة، وخافت على أنفسهم من بکر[28]، وکان الأحابیش یرون علو قدر عبد مناف بن قصی بن کلاب وشرفه، فأردوا أن یعزوا به[29]، فطلبوا زواج ابنته (ریطة) من (معیط بن عامر بن عوف بن الحارث بن عبد مناف بن کنانة، فجر هذا الزواج إلى حلف قریش والأحابیش، وبالزواج الذی تم بین کنانة وقریش؛ دخلت أحلاف کنانة فی الحلف[30].
وکعادة کل حلف آنذاک فقد رافقه طقوس کان الغرض منها التوثیق والتشدید على أیدیهم، وأیضاً لتعظیم وإبراز أهمیة الحلف وما هم مقبلین علیه، ولربما سمعت بحلفهم القبائل فیزید صیتها فتُهاب أو تکرم، فعلى الرغم من أن أشعار العرب تحتوی الکثیر من أوصاف الحروب والمفاخرات بالقهر والنصر والسلب وغیره؛ إلا أنهم یرون الالتزام بالحلف والوفاء به من أجود وأکرم أخلاقهم، على عکس الإخلال به فهو من المثالب التی تجر الحروب والأیام ثم الثارات وزعزعة الأمن والثقة، وهذا یظهر جلیاً فی قصائدهم وروایاتهم التی وردت عنهم.
وبما أن المجتمع القرشی عُرفوا بأحلافهم واشتهروا بمدى حرصهم على جعلها مغلظة، فقد أتموا طقوس حلف (الأحابیش) فی الحرم المکی، حیث عمدوا إلى رکن الکعبة؛ فکان الرجل من قریش یقوم وبجواره رجل من الأحابیش، فیضعان أیدیهما على الرکن فیحلفان بالله القائل بحرمة البیت والرکن والمقام والشهر الحرام؛ بأن یتعاونوا على من عاداهم، وشددوا فی تعهدهم حتى جعلوا حلفهم أبدیاً ما دامت الأرض، قائم " ما بل بحر صوفة، وما قام حراء وثبیر، وما طلعت الشمس من مشرقها، وما غربت من مغربها إلى یوم القیامة"[31].
وبذلک تم حلفهم الذی حوى قبائل: بنو الحارث بن عبد مناة بن کنانة، کذلک: القارة، بنو عضل، الدیش، بنو یثع من بنی الهون بن خزیمة، وبطنا خزاعة: بنو المصطلق والحیا، وکانوا ینضمون لبعض عند حدوث ما یلح علیهم بذلک[32].
کانت الزعامة السیاسیة فیهم فی کما یظهر فی (بنو الحارث)، حیث أوردت الروایات التاریخیة اسمین تولیا قیادة الحروب التی اشترک فیها الأحابیش وهما:
- الحلیس بن علقمة بن عمرو بن الأوقح بن عامر بن جذیمة بن عوف بن الحارث[33].
-
325Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 |
والحارث بن یزید من بنی الحارث بن بکر بن عبد مناة بن کنانة، المعروف بأبن الدًغِنَةِ[34].
وعندما مر الزمن علیهم ورأى الأحابیش کثرتهم والمکانة التی بلغوها فتحت لبقیة بطون قریش الدخول فی حلفهم، کما دخلت القارة وغیرهم، ثم رأى بعضهم أن یرتحل الى الشام، فأنزل الله فیهم[35] قوله تعالى:
{وَلَا تَکُونُوا کَالَّتِی نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْکَاثًا تَتَّخِذُونَ أَیْمَانَکُمْ دَخَلًا بَیْنَکُمْ أَنْ تَکُونَ أُمَّةٌ هِیَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ}[36].
فسمعوا بأمر الآیة وهم قد بلغوا الجحفة، فرجعوا الى مکة[37]، ویرى البعض أنما أخذوا تسمیتهم بعدما حالفوا قریشاً[38]، ویرى آخرون أنهم تسموا باسم الجبل وهم الأغلبیة[39].
القسم الثانی: الدور الاجتماعی للأحابیش.
کانت صلات النسب بین قریش وکنانة تعطی عُمقاً استراتیجیاً؛ وذلک عندما لازمت تلک الصلات نشوء التحالفات، حتى أصبحت کل قبائل الأحابیش حول مکة حلفاء لقریش[40]، وقد کان کلا الطرفین المتحالفین یسعون لمحالفة ومصاهرة الأکفاء من الرجال فیصبحون کقرابة الدم فیما بینهم وهذا أمر کبیر؛ وبالأخص أن المجتمع العربی الجاهلی کان یتمحور ویقوم على العصبیة القبلیة، ومن أحلاف الأحابیش:
- حلف قارظ:
السبب فی قیام هذا الحلف: أن قریشاً تنافست فی کسب رجلاً من عبد مناة بن کنانة یعرف بـ(أبو قارظ) وأسمه: خالد بن الحارث بن عبید؛ لما رأته وعلمته من بلاغة وحسن شعره ونبوغه، فعزموا على محالفته ومناصرته، وکلهم دعوه أن ینزل عندهم ویزوجوه، فآثر المهلة فی أمره، فتعبد فی حراء ثلاثة أیام وعزم أن یحالف أول رجل یلقاه من قریش، فکان ذلک (عبد مناف بن عبد الحارث بن زهرة بن کلاب، فأقاموا طقوسهم: بأن شدت ثیابهم ببعضهم، وأخذوا بأیدی بعضهما البعض الى أن دخلا الحرم، وتعاهدوا حلفهم عند البیت الحرام[41].
- حلف خزاعة لعبد المطلب بن عبد مناف:
عندما أعجبت قبیلة خزاعة بحسن خَلق وخُلق (عبد المطلب) وبالأخص بعد أن ظهر لهم مدى حلمه ومرؤته بین العرب وفی تعامله أیضاً مع عمه عندما ظلمه فی حادثة الأرکاح[42]، رأوا أن یکسبوا وده ونصرته ویعتزوا به[43]، فساروا إلیه یستشیرونه فأجابهم للحلف، فسار المطلب ومن معه مع وفد خزاعة حتى دخلوا (دار الندوة) فکتبوا کتاباً وأقاموا علیه شهودا وعلقوه فی الکعبة، وزوجوه منهم، وانضم لهذا الحلف من الأحابیش، فحالفوه جمیعاً على التناصر والمؤاساة حلفاً قائماً على شیوخهم وصغارهم، غائبهم وحاضرهم، ینصرهم المطلب، وهم ینصرونه وأبنائه من بعده، وشددوا حلفهم أیضاً فجعلوه أبدی ما یزیده طلوع الشمس کل یوم إلا شدة[44].
Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 326 |
وعلى شاکلة الحلفین السابقین کانت تقوم غالبیة الأحلاف بین الأحابیش وقریش، أما فیما یخص العلاقة بین قبائل الأحابیش أنفسهم؛ فیظهر أن أغلبیة أحلافهم متداخلة، حیث کانت القبیلة الواحدة منهم یسعون لعقد أحلاف داخل حلفهم الأم، کما -ذکر آنفاً-وکانت أغلبها تتمحور حول طلب لمکانة أو شرف وتنعقد ضمن بنود المؤازرة والمناصرة، ثم لا تلبث بقیة القبائل الأخرى أن تشترک فی الحلف الجدید؛ لحلفهم مع تلک القبائل -کما حدث فی حلف الأحابیش نفسه- وهذا أمر ممیز حقیقة فی بیئة العصر الجاهلی الذی کان الخلاف بسبب الجوار عذراً لنقض الکثیر من تحالفات العصر الجاهلی بسبب العصبیة القبلیة وعدم صبرهم عل التجاوزات، أو التخوف من عقدها من الأساس، فکانت تُرفض أو تُلغى أحیاناً لأسباب شتى کبیرة کانت أم صغیرة، وأخبار أیام العرب ملیئة بمثل هذه المسببات، وعلى کُلاً یدلنا ذلک أن روابط الأحابیش الاجتماعیة کانت من القوة بأن تقوم مقام العصبیة القبلیة ذاتها.
وعندما جاء الإسلام استمرت أحلافهم بنفس الضوابط، فلما رأت قریش الأمن والقبول الذی أصاب المسلمین بعد هجرتهم إلى الحبشة؛ دعت قریش أحلافها من الأحابیش، فأتمروا وکتبوا معاهداتهم فی صحیفة عُلقت فی جوف الکعبة، جاء فیها:
"باسمک اللهم على بنی هام وبنی المطلب على ألا ینکحوهم ولا یبایعونهم شیئاً ولا یتبایعوا منهم، ولا یعاملوهم حتى یدفعوا إلیهم محمدا لیقتلوه"[45].
وکانت أحلافهم فی الجاهلیة تقوم مقام الأخوة فی الإسلام، غیر أن الفرق بینهما أن الأخوة قائمة على ضوابط شرعیة إسلامیة بینما الحلف قائم على طقوس وأهواء أهلها، وقد بطل الحلف بظهور الإسلام[46]، حیث ألغى ما کانوا یضعونه بآرائهم وما کان مخالفاً للأحکام الشرعیة[47]، وقد ذکر أنه قیل لأنس ابن مالک رضی الله عنه: أبلغک أن النبی صلى الله علیه وسلم قال: "لا حلف فی الإسلام" فقال: " قد حالف النبی صلى الله علیه وسلم بین قریش والأنصار فی داری"[48].
327Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 |
وهذه الروایة جاءت فی أول الإسلام عندما آخى النبی صلى الله علیه وسلم بین المهاجرین والأنصار، حیث بلغ الحلف فی العصر الجاهلی أنهم کانوا یتوارثون بموجب ما یقام من أحلاف دون ذوی الرحم منهم، فأنزل النهی بذلک ونسخ[49] بقوله تعالى[50]: {وَلِکُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِیَ مِمَّا تَرَکَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِینَ عَقَدَتْ أَیْمَانُکُمْ فَآتُوهُمْ نَصِیبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ کَانَ عَلَى کُلِّ شَیْءٍ شَهِیدًا}[51].
فکان لهم قبلاً الحصول على مال دون مقابل فقط لکونهم أحلافاً یستحقونه کما یستحق المیراث دون أن یکون بینهم قرابة فی الدم، فنسخت الآیة[52] بقوله تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِی کِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ}[53].
فألغی التوارث بذلک، وبقیت الأخوة والتناصر على الحق والمعاونة والمساندة والنصح والأخذ على ید الظالم[54]، قال رسول الله صلى الله علیه وسلم: "لا حلف فی الإسلام، وأیما حلف کان فی الجاهلیة لم یزده الإسلام إلا شدة"[55].
القسم الثالث: الدور الدینی للأحابیش.
برزت قوة حلف الأحابیش وقریش فی البنیان المتین الذی بنته، حین خدم الحلف وضبط أحوالهم التجاریة، إضافة لقیامها فی نفس الوقت بتنظیم أمور الحج والسدانة[56]، فکان أن ظهر النسیء.
والنسأ هو: التأخیر، ونسأ القوم: أی أخرهم[57]، وقد کان النسیء قائماً منذ أیام قصی بن کلاب[58] فی بنی فقیم بن عدی بن عامر بن ثعلبة ابن الحارث بن مالک بن کنانة[59]، حیث تلقبوا بـ(القلامسة) وواحدهم: (قلمس)، فکانوا عند العرب فی المنزلة أشبه ما یکونون بالفقهاء والمفتین فی الإسلام، حیث کان دورهم قائماً على التحریم والتحلیل، فیقف المنسیء أیام التشریق للقضاء عند البیت الحرام قائلاً: "أنا الذی لا أعاب ولا أحاب ولا یرد قضاء قضاه""!، فیفد إلیه العرب ویقف بطلبه من یرد أن یحل من الهور ویبین سببه فیبیح لهم ذلک[60].
Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 328 |
وکان أول من بدأ منهم بنسأ الشهور رجل یدعى: سمیر بن ثعلبة بن الحارث، وکان آخر من تولى هذا المنصب عندما جاء الإسلام رجلاً یُدعى: جنادة بن قلع بن جذیمة بن فقیم، وکانوا یفخرون بذلک قائلین[61]:
ألسنا الناسئین على معد ... شهور الحل نجعلها حراما
وعلى کلاً، کان للقائم بالنسیء من السلطة بمکان ما یجعل النسیء نافذاً على أغلبیة عرب الجزیرة، ولیس فقط المجتمع المکی، وأیضاً لم یقتصر أثر النسیء على الدین فقط؛ بل کان له أیضاً بعداً اقتصادیاً، حیث صب النسیء فی مصلحة قبائل الجزیرة العربیة؛ لکون عیش أغلبیتهم من اغارات بعضهم على بعض وسلب ما بید الآخر، فیحصل بسببه القتال والثارات والعداوات، ولم یکونوا یرون سوى أن الثلاث أشهر الحرم المتتالیة هی ما تضر بمصالحهم وتضیق حاجتهم وتزید فاقتهم، لذا عمدوا للتحایل وإلغاء الأشهر الحرم واقامت ما سواها من شهور السنة[62].
وقیل إن أخر من نسأ منهم أبو ثمامة، جنادة بن عوف بن أمیة بن قلع بن عباد بن حذیفة بن عبد بن فقیم بن عدی، وقیل إنه کان أطول النسأة عمرا فأنه نسأ أربعین سنة ثم ظهر الإسلام. وکان یقوم فیقول أنا الذی لا أعاب ولا أحاب، الا أننی قد أحللت دماء المحلین طی وخثعم الذین لا یعظمون الشهور، وأنسئت هذا الشهر فجعلته صفر یعنی المحرم، فإذاکان من قابل ترکه[63].
أما بالنسبة لقریش وغیرهم ممن یتاجر فقد کانوا أصحاب تجارة ومواسم یریدون السفر والترحال حسب الفصول والجو الذی یتناسب معهم ویقیهم القیظ أو یکون مناسباً لوقت نضوج ثمارهم، فکان النسیء حلاً لیجعلوا قیام الحج تبعاً لمصالحهم.
ووفقاً لما ذکر آنفاً فإن النسیء کان على نوعین: نسیء خاص بالغارات، ونسیء یؤخر فیه الحج لموافقة السنة الشمسیة[64].
329 Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 |
ففی (الأول): کانوا یؤخرون السنة إحدى عشرة یوماً أو أکثر قلیلاً لیجعلوا المحرم صفراً[65].
و(الثانی): کانوا یؤخرون فریضة الحج فقط فی الأشهر الحرم: کل سنتین شهراً؛ فیحجون بذی الحجة عامین ثم فی المحرم عامین، ثم فی صفر وذی القعدة[66]، وقیل: بل یبدأ النسیء بتأخیر الشهر الحرام المحرم إلى صفر[67] بعد انهائهم حجهم، ثم کانوا یضیفون شهراً فی کل سنة جدیدة، فیحجون فی المحرم، ثم صفر وهکذا، ولا یعودون للحج مرة أخرى فی وقته المعروف بشهر ذی الحجة إلا بعد مُضی إثنی عشرة سنة[68].
ومما لا شک فیه أن ترتب على هذا زعزعة لفریضة الحج وتلاعباً بما حرم الله من أصول ثابتة فی الحنیفیة، وبعد بعثة رسول الله صلى الله علیه وسلم فی السنة العاشرة للهجرة، نزل الوحی ببطلان هذا الفعل کُلیاً[69] فی قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِیءُ زِیَادَةٌ فِی الْکُفْرِ یُضَلُّ بِهِ الَّذِینَ کَفَرُوا یُحِلُّونَهُ عَامًا وَیُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِیُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَیُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُیِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا یَهْدِی الْقَوْمَ الْکَافِرِینَ}[70].
ویظهر أن أغلبیة الأحابیش کانوا ما زالوا على تعظیم الشعائر الحنیفیة رغم وثنیتهم، ویتضح هذا جلیاً فی قوله -علیه الصلاة والسلام- عندما سار یرید مکة معتمراً مع أصحابه رضوان الله علیهم قبل فتح مکة، فحالت قریش دون دخولهم الحرم المکی وأداء مناسکهم، فتوالت المراسلات بین أهل مکة ورسول الله صلى الله علیه وسلم، وکان من ضمن السفارات التی بعثتها قریش (الحلیس) زعیم الأحابیش، وکان علیه الصلاة والسلام أعلم بمکة ورجالاتها، فلما رآه قال علیه الصلاة والسلام: " هذا من قوم یتألهون، فأبرزوا فی وجهه الهدی" -أملاً منه أن یقنع قریش بدخول مکة والسماح لهم بإتمام العمرة- فما کادت تقع عین الحلیس على الهدی ورآها وقد قُلدت للعمرة حتى هابه منظرها فرجع مسرعاً لقریش مُغاضباً إیاهم ولم یقابل رسول الله، فقال لهم: ما على هذا عاهدناکم أن تصدوا الناس عن البیت الحرام "لقد رأیت ما لا یحل صده، الهدی فی قلائده قد أکل أوباره من طول الحبس عن محله"[71]، غیر أن قریش صدته وسفهته بأنه أعرابی لا علم له[72]، مما یدلل على أن لدى قریش نفوذاً دینی أٌقوى من القلمس ذاته لقیامهم بالحج وأمر الحجیج والعنایة بسقایتهم ورفادتهم، إضافة إلى أن قریش قد وصلت إلى درجة کبیرة من التجبر والکبر والاغترار لما کانوا یرونه من قوة ومنعة بنفسها وعتادها وسند فی علاقاتها، إضافة إلى ما وصلوا إلیه من تحضر لما هم فیه من تجارة وصنعة جعلتهم متفوقین على غیرهم فی الثراء والتدبیر؛ ورغماً من ذلک یرون فی شخص النبی صلى الله علیه وسلم من القوة ما یهدد بزوال زعامتهم وتفوقهم.
Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 330 |
القسم الرابع: الدور التجاری للأحابیش.
وسط الجو المضطرب فی جزیرة العرب والعوامل الکثیرة التی کانت تشعل الحروب والنزاعات بین القبائل، کان القیام بالتجارة مجازفة تحتاج لکم کبیر من السیاسة والمداراة لخلق بیئة آمنة للقیام والاستمرار بها، وهذا ما عمدت إلیه قریش عندما عززت مکانتها وسعت لکسب مکانة محترمة بین سکان الجزیرة العربیة؛ فعقدت الأحلاف مع القبائل حول مکة وعلى طریق تجارتها، فأمنت مصالحها بینهم، وقد بدأت بالإعداد لذلک منذ تولی قصی بن کلاب زعامة مکة إلى أن نشأ الإیلاف، واستخدمت سیاسة اللین والحلم إضافة لأموالهم للوصول إلى غایاتها؛ فحققت متاجرة آمنة بین قبائل الجزیرة العربیة[73]، ومن ضمن الأحلاف التجاریة التی عقدتها قریش (حلف الفضول) والذی یعد أشهر وأشرف أحلاف العرب وأعظم مکارم ومناقب قریش قبل الإسلام[74]، وقد شهد رسول الله صلى الله علیه وسلم هذا الحلف وامتدحه: عن طلحة بن عبد الله بن عوف , أن رسول الله صلى الله علیه وسلم قال : " لقد شهدت فی دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لی به حمر النعم ، ولو أدعى به فی الإسلام لأجبت "[75]، وکان ذلک وهو ابن خمس وعشرون قبل نزول الوحی علیه الصلاة والسلام[76].
وحلف الفضول فی مقدماته ونتائجه حلف تجاری، وفی جوهره مزیجاً من الفضائل، حفظ لقریش سمعتها وتجارتها من أن تتزعزع؛ وذلک للأسس النبیلة التی قام علیها: من الأنصاف وتوفیر الأمن وحمایة المستضعفین وحفظ الحقوق من الاستغلال والتعرض للخطر، حیث کان یهبط لمکة أیام المواسم أو غیرها من الأعراب والمتکسبین وأصحاب السلع للمتاجرة؛ ولم یکن هنالک ما یحمیهم مادیاً أو معنویاً سوى الکلمة التی ترمى ما بین البائع والمشتری، مطمئنین فقط لتنفیذها لکونهم على أرض الحرم، إلى أن یحدث السلب والاستغلال والغبن فی حق بعض الحالات کالمستضعفین وسذاج التجار الذین یُستهتر بحقوقهم، فأصبحت مثل هکذا حوادث تزداد مع الوقت، وکان أکابر مکة ینکرونها فی أنفسهم دون فعل أی شیء إزاء ذلک، حتى فاضت الأمور عن النصاب[77].
وفی شهر ذی القعدة لعشرین سنة من عام الفیل؛ وبعد رجوع قریش من عکاظ وانتهاء حرب الفجار، قام هذا الحلف وکان مبدأه: أن رجلاً من زبید أتى بتجارته لمکة وباعها من "العاص بن وائل السهمی" فبخسه الثمن ولم یکتفی بهذا بل لم یعطه حقه، فأخذ الزبیدی یسیر بین أکابر قریش یستنصرهم فأبوا أن یعینوه، فما کان منه إلا أن ارتقى أبی قبیس وقریش فی اندیتها، وصاح قائلاً[78]:
331Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 |
یا آل فهر لمظلوم بضاعته ... ببطن مکة نائى الدار والنفر
وأشعث محرم لم یقض حرمته ... بین الإله وبین الحجر والحجر
أقائم من بنى سهم بذمتهم ... أم ذاهب فى ضلال مال معتمر[79]
فحمیت نفس رجلاً یدعى "الزبیر بن عبد المطلب"، وکان رجلاً شجاعاً وسیداً أبیاً خطیباً، له من صفات السؤدد ما یجعل کلمته فیهم نافذة، فحلف لیعقدن حلفاً بینه وبین قریش قاطنة الحرم والقائمة بالتجارة؛ یمنعن فیها القوی من الضعیف والمقیم من عنف الغریب، ورد قائلاً[80]:
حلفت لنعقدن حلفاً علیهم ... وإن کنا جمیعاً أهل دار
نسمیه الفضول إذا عقدنا ... یعز به الغیب لدى الجوار
ویعلم من یطوف البیت إنا ... أباة الضیم نهجر کل عار
فکان الزبیر أول من دعا إلیه، فأجابه من بطون قریش کلاً من: بنی هاشم، بنی المطلب، بنی أسد بن عبد العزى، بنی زهرة، بنی تیم بن مره[81].
وقد سمی هذا الحلف بالفضول: لأنهم تحالفوا أن ینصروا ویمنعوا بمکة کل مظلوم ویردوا الفضول لأهلها[82]، وقیل لأنه قائم على فضائل من الأمور، حیث یظهر أن هنالک سابقة لهذا الحلف تمت على ید أناس من جرهم کلهم یدعى: (الفضل)؛ تحالفوا على نصرة کل مظلوم بمکة، وهم: الفضل بن شراعة، والفضل بن وادعة، والفضل بن قضاعة؛ فقیل أیضاً أن حلفهم أُخذ من أسمائهم[83].
وعندما وجدوا أنه لم یکن یَظلم غالباً إلا رجل ذو قوة وعدد فی قومه[84]، اجتمعوا فی دار ابن جدعان؛ أحد أشهر رجالات قریش وأرفعهم مکاناً فی قومه، وتعاهدوا هنالک الا یجدوا بمکة مظلوماً من أهلها ولا فی الأحابیش یستنصرهم إلا وردوا إلیه مظلمته[85] -فبذلک کان الأحابیش طرفاً محمیاً من قریش -ثم أحضروا وعاء ملیء بماء زمزم، وأرسلوا من یمسح به أرکان البیت الحرام، ثم أحضروه فشربوا منه، وأتموا بذلک حلفهم.[86].
وقد کان "بنو هاشم" قائمین على التأکد من نفاذ الحلف، موکلین به دون سواهم من القبائل، الشهداء على ما یحصل فیه[87].
غیر أنه حتى بعد سریان ما نص علیه الحلف وقعت تجاوزات وانتهاکات أخرى، لکن سرعان ما کان بنو هاشم ینجحون بالسیطرة علیها بسرعة: کما حصل عندما أخذوا لـ(البارقی) سلعته من (أبی بن خلف الجمحی)، وانتزعوا (الحسناء) ابنت التاجر الخثعمی من (نبیه بن الحجاج) بعد أن أراد أخذها من أبیها بعد رؤیة جمالها[88].
Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 332 |
کل هذه الأحداث التی وردت سواء فی حروبهم أو حلف الفضول دللت على الوضع الفوضوی الذی وصل إلیه المجتمع المکی، والانحدار الأخلاقی الذی أصاب طوائف معینة منهم، فجاء هذا الحلف کمحاولة للسیطرة على النزاعات الدائرة، فلم یکن فقط ضبطاً للنظام؛ بل ضبطاً لأخلاق أهلها والسیطرة على أطماع أکابرهم المتفاقمة والعمل على تهذیب أنفسهم.
القسم الخامس: الدور السیاسی للأحابیش.
کما هو معروفاً؛ لم یکن یوجد عند العرب جیش نظامی على ما هو معروف الآن، بل کانوا عبارة عن جیش قبلی یتکون من أفراد القبیلة أنفسهم، یهبون للقتال دفاعاً أو هجوماً متى ما دعت الضرورة، ولما کان الأحابیش حلفاء لقریش؛ فقد کانوا عوناً کبیراً لهم[89]، وبالأخص أن قریش کانت تؤمن بمبدأ التعایش السلمی غالباً والحیاة بعیداً عن النزاعات القبلیة[90].
ومن الحروب التی خاضها الأحابیش نستطیع أن نقول أنهم استخدموا فی تشکیلهم لجیوشهم نمطین: الجیش الجرار والزحف.
فـ(الجیش الجرار): یطلق على الجیش الذی یحوی ألف فارس، ویسمى قائده بـ(الجرار)؛ فأخذ الجیش أسمه منه[91].
أما (الزحف): فهو نمط یعتمد على التعبئة الکاملة من حیث تشکیل الجیش، حیث یتم تقسیمه إلى عدة أقسام ویعرف هذا الترتیب بـ(التعبئة)، فیتکون من "المقدمة" التی یترأسها قائد یحمل رایة وشعار الجیش، ثم جیش عن یمینه یسمى (المیمنة)، وآخر عن شماله یسمى "المیسرة"، ثم "الساقة" وتکون فی آخر الجیش، وفی قلب هذا الترتیب یقف زعیم أو رئیس هذا الحرب، وهذا النمط کان معروفاً لدى الممالک القدیمة: کالفرس والروم؛ وقد أخذه العرب منهم[92].
وقد شهدت الأحابیش قبل الإسلام ثلاثة أیام هی: ذات النکیف[93]، المشلل[94]، الفجار الأخیر.
- یوم ذات نکیف:
وفی هذا الیوم سارت قریش بالأحابیش لحرب بنی اللیث بن بکر بن عبد مناة بن کنانة[95]، وقد کانت العلاقة بین بنو بکر بن عبد مناة وقریش سیئة منذ أن أخرجهم قصی بن کلاب من مکة مع من أخرج من خزاعة وأسکن قریش بها، وفی زمن المطلب بن عبد مناف بن قصی[96] أصاب بنی اللیث جدب وسنة، فساروا حتى نزلوا مما یلی (یلملم)، فجاوروا رجل من (القارة) اسمه عوف؛ کان حلیفاُ لرجلین من أکابر قریش: العاص بن وائل، وهشام بن المغیرة[97].
333Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 |
فخرج زعیم بنی اللیث -واسمه (البلعاء)- یوماً فی أصحابه یریدون الحرب والغنیمة، وترک أخاً له یدعى قتادة، فخرج الأخیر یوماً ورأى إبل جارهم عوف؛ فطمع فیها للشدة التی أصابتهم، فشاور قومه بنهبها؛ فنهوه وحذروه غیر أنه لم یستمع لهم، فخرج فی نفر من أصحابه ونهبوا إبل القاری وقتلوا ابناً له، وکان عدد ما سلبوا ثلاثین من الإبل، ذُبحت عشر منها ووزعت بین حیهم، غیر أن البعض رفضها وحذروه من سوء فعله وغدره بالجوار[98].
سار عوف یستنجد بحلیفیه من قریش، فحکما أن یرسلا لـزعیمهم (البلعاء) یطلبان الدیة واسترداد الإبل، وأن یسلموا ابن قتادة لیقتل بدلاً، غیر أن البلعاء رفض[99]، فما کان من قریش إلا أن أعلنت الحرب واستنفرت حلفائها، فاستعدت الأحابیش، وکانت القیادة فی هذه المعرکة ککل بید (المطلب بن عبد مناف)، وقد استخدموا فی تشکیل جیشهم النوع (الجرار)[100]، وکان قادة الأحابیش کلاً من: حطمط بن سعد، وأبو حارثة، والحبیش بن عمرو، وکلهم من بنی الحارث بن عبد مناة[101].
وسار جیش الحلفاء حتى نزلوا یلملم، وکان بنی اللیث قد خططوا لإستخدام النبل فی حروبهم حتى إذا ما انتهت لجأوا إلى سیوفهم لیمکروا بهم، غیر أن (القارة) فی المقابل کانوا قوة کثیفة من الرماة عُرفت بمهاراتهم وإصاباتهم الدقیقة فوقفوا ضدهم، بینما أخذ (حطمط) یشجع الأحابیش على صد عدوهم ومهاجمته وتحطیم سیوفهم، فاقتتل الطرفان قتالاً شدیداً وکانت قریش وأحلافها تنوی إبادتهم، فهُزم بنو اللیث وقتل منهم الکثیر حتى دخل بعضهم الحرم یحتمون به، وترتب على هذا أن نجحت قریش والأحابیش من إخراج بنی اللیث من تهامة[102].
- یوم المشلل:
توجه بنو اللیث بعد هزیمتهم إلى نجد وجاوروا بنی عامر، غیر أن بنی عامر نکثت عهدهم بهم، فحاربهم بنو اللیث ثأراً ثم عادوا إلى تهامة، فلما سمع هشام بن المغیرة والعاص بن وائل بما حصل، أخذوا فی الإعداد لحربهم؛ فحشدوا الأحابیش، وقبیل خروجهم سار هشام والعاص إلى (أبی أحیحة سعید بن العاص) یخبرونه بخروجهم ویطلبون أن یسیر وقومه (بنو شمس) معهم، غیر أنه رفض لأن بنو اللیث أخوال له، وکانت کلمته مسموعة فی قومه فلم یخرج منهم أحد، ثم أخذ یحاول منع قریش وأحلافها من الحرب ویحذرهم بقوله: "إنکم تریدون أن تسیروا سیرا تتحدث به العرب غداً، تأتون قوماً قد أُخرجوا وردوا من نجد ثم تریدون أن تخرجوهم فأین یذهبون"، غیر أن قریش أصرت إلا أن تبعدهم من جوارهم، فأنفذوا جیشهم وحمل اللواء: العاص بن وائل، وکان قد حلف عند معبودهم "إساف" ألا یفر أو یموت، وعندما بدأت المعرکة اقتتلوا قتالاً شدیداً، غیر أن العاص بن وائل قُتل، فاشتد بنو اللیث فی قتالهم واعملوا فیهم القتل، فلما رأت قریشاً والأحابیش ما أصابهم وتحول رایتهم لید عدوهم هربوا ولم یحملوا قتلاهم، وکان النصر حلیفاً لبنی اللیث[103].
-
Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 334 |
الفجار الأخیر:
وهو أحد حروب الفجار الأربعة[104] التی ما سمیت بذلک إلا للمحارم التی استحلت فی الأشهر الحرم، وقد کان بعد الفیل بعشرین عاماً، وقیل بعده بأربعة عشر عاماً، وقد ورد أن رسول الله صلى الله علیه وسلم شهد بعضاً من أیامه، وکان علیه الصلاة والسلام قد أخبر أنه کان یناول النبل لأعمامه، وهذا الفجار من أعظم أیام العرب وأکثرها ذکرا[105].
وکان السبب فی شهرتها؛ طول مدتها وتکرر أیامها بین السنین، إضافة لعدد القتلى بین الطرفین، وقد تفاقمت الأمور بین الطرفین حتى استنجدت قریش والأحابیش بقبائل (خندف) کلها، واستنجدت هوازن بقبائل (قیس عیلان) کلها، وقتل فیها من أشرافهم الکثیر ممن اشتهروا فی جزیرة العرب قبل مجیء الإسلام[106].
وکان سببها: أن سوق عکاظ کانت تقوم فی أول یوم من ذی القعدة کل عام[107]، وکان من عادة النعمان بن المنذر أن یرسل لعکاظ کل عام لطیمة[108] یتاجر بها فی هذا الموسم، فأخذ یوماً بمجلس له یتخیر من الرجال من یجیرها، فأنتدب رجلاً یدعى البراض نفسه وکان خلیعاً، فقام رجلاً آخر یدعى عروة فانتهره وعیره وقبیلته، وانتدب نفسه وأخذ یتباهى بشرفه بین العرب ومکانته، فأنفذ إلیه النعمان المهمة ونحى البراض، مما أوغر فی صدر الأخیر، فانتظر حتى سارت اللطیمة فتربص بعروة وقتله، ثم أخذ یفتک بکل من سار فی طلبه، فصدف أن قابل رجلاً یعرفه فطلب منه أن یخبر قریشاً أنه قتل عروة ویطلب منعتهم، فجاء الخبر لقریش وهم بسوق عکاظ، فاجتمعوا للتشاور مع الأحابیش فی أمره، غیر أنهم تخوفوا من قیس عیلان أن یطلبوا بثأرهم لقتل عروة وأن یرفضوا أن یقتلوا بشریفهم خلیعاً[109].
-
335Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 |
یوم نخلة:
بدأ منذ اللحظة التی وصل الخبر فیها إلى هوازن من بنی قیس فظنوا الخدیعة من قریش، فطلبوهم فی عکاظ، غیر أن قریشاً ترکتها سریعاً فلم یدرکوهم إلا وقد دخلوا الحرم، فنادتهم قیس وتوعدتهم أنهم لن یرضوا بدم عروة إلا بدم عظیم منهم، ووعدتهم قیس الحرب للعام المقبل[110]، وقیل: بل لحقتهم هوازن قبل دخولهم الحرم فاقتتلوا حتى حل اللیل فتفرقوا[111]، وعلى کلاً فقد انتهى هذا الیوم مکافئاً لا نصر فیه لأحد[112].
- یوم شمطة:
وفی العام التالی، لم یقم سوق عکاظ لانشغالهم فی الإعداد للحرب[113]، وفی ذلک الیوم اجتمعت قریش والأحابیش، وقام عبد الله ابن جدعان بتسلیح المحاربین من ماله الخاص، وقد استخدموا فی تشکیل جیشهم نظام التعبئة، حیث کان القلب بقیادة: حرب بن أمیة، والجناحان: على أحدهما عبد الله ابن جدعان، والآخر کریز بن ربیعة[114].
وعلى الطرف الآخر کانت هوازن قد أعدت نفسها وأحلافها ولم یستثنى منهم سوى: کلاب وبنی کعب الذین لم یحضرا سوى یوم نخلة، وبعد الإعداد للحرب وفدت الأطراف الى (شمطة) بعکاظ لنفس الیوم الذی کانوا قد تواعدوا فیه للحرب من العام المنصرم، وکان النصر فیها فی أول النهار لقریش وأحلافها حتى إذا ما کان آخر النهار انتصرت هوازن[115].
- یوم العبلاء:
جمعت الأطراف جیوشها مرة أخرى والتقوا بـ(العبلاء): وهو جبل بجوار عکاظ، وکان النصر فی هذا الیوم لهوازن أیضاً على قریش وأحلافها[116].
- یوم شرب:
وقد کان فی العام التالی، فی ثالث أیام عکاظ، وکان أعظم أیام الفجار الأخیر الخمسة، حیث اجتهدت قریش بإعداد جیشها على نمط ما کان فی یوم شمطة وبنفس القیادة، کما ساهم عبد الله ابن جدعان بتجهیز مائة رجل مفتقر منهم بالعتاد وحمله على مائة بعیر، فخرجوا متحمسین وصابروا فی القتال لما نالهم من هزائم متتالیة بیومی: شمطة والعبلاء[117]، وقام کلاً من حرب بن أمیة قائد جیش قریش والأحابیش وأخوه سفیان بتقیید أنفسهما لیحضوا جیشهم على القتال، فاشتدوا فی قتالهم حتى هزموا قیس وأحلافهم، وتواعدوا على أن یلتقوا العام المقبل مرة أخرى، وقد شهد رسول الله صلى الله علیه وسلم هذا الیوم[118].
-
Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 336 |
یوم الحریرة:
وهو آخر أیام الفجار الأخیر، وقع فی موقع بجوار عکاظ یدعى (الحریرة)[119]، اتبعوا نمط التعبئة أیضاً بنفس الزعماء فی کلاً من القلب والجنابین، غیر أن الحرب انتهت بهزیمة قریش وأحلافها وانتصار هوازن[120].
وبهذا انتهت أیام الفجار الأخیر، وهی خمسة أیام وقعت فی أربعة سنین[121]، ثم تنادوا إلى الصلح على أن یؤدی الدیة من قتل أکثر، فکانت الدیة على قریش فرهنوا بعض أبنائهم عند قیس حتى یؤدوها، وانتهت بذلک حربهم وتم صلحهم وتعاهدوا على هدم کل عداوة بینهم، وألا یفتح ملف البراض وعروة مرة أخرى[122].
ونستدل مما سبق أن الجانب الحربی هو ما برزت فیه الأحابیش فی الغالب، وبالأخص أن سر مهابة قریش عسکریاً یعود لدبلوماسیتهم وعلاقاتهم لا لبراعتهم فی القتال، وإنما مقدرتهم على حشد قوة کبیرة من أحلافهم، هذه القوة تستطیع أن تواجه بها خصومها[123].
وفی وقت لاحق عندما جاء الإسلام استخدمت قریش الأحابیش فی حروبها ضد رسول الله صلى الله علیه وسلم کغزوة أحد[124]، وفی غزوة الأحزاب وجهت قریش من أحلافها فقط عشرة آلاف مقاتل لمساندتها فی حربهم، وهذه قوة کبیرة بالنسبة لجزیرة العرب آنئذ[125].
وقد اضطربت الأمور کثیراً فی المجتمع المکی بعد هجرة المسلمین للحبشة ثم المدینة، وفی العام الخامس للهجرة غزى رسول الله صلى الله علیه وسلم بنی المصطلق من خزاعة فی غزوة "المریسیع"[126]، فأسلموا وابتنوا المساجد[127]، وقد کان هذا الأمر مما أضر بقریش التی کانت تستعین بالأحابیش فی حروبها، وأوهن قوة هذا الحلف[128].
337Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 |
وفی صلح الحدیبیة فی العام السادس للهجرة دخلت قبیلة خزاعة کُلها مسلمهم ومشرکهم فی عقد رسول الله، وکان سبب نقض الصلح؛ أن قریشاً وحلفائها من بنی بکر بن کنانة عملوا على اضطهاد (خزاعة) حلیفة رسول الله، حتى حاربوهم فی الحرم[129]، ویظهر أن الأحابیش لم تشهد هذه الحرب، حیث یقول أحد الشعراء واصفاً حربهم[130]:
ألا هل أتى قصوى الأحابیش أننا ... رددنا بنی کعب بأفوق ناصل
حبسناهم فی دارة العبد رافع ... وعند بدیل محبساً غیر طائل
بدار الذلیل الآخذ الضیم بعدما ... فینا النفوس منهم بالمناصل
وکان هذا الحدث هو ما جر إلى فتح مکة[131]، وفی ذلک العام أمرت قریش حلفائها من: بنی بکر وبنی الحارث بن عبد مناة ومن بقی من الأحابیش بالوقوف بأسفل مکة لحرب رسول الله صلى الله علیه، وکان الرسول عندما بعث خالد بن الولید بجیش المسلمین قد أمره ألا یحارب إلا من حاربهم، فحاربوه فهزمهم، ولم یحصل فی مکة قتال غیر ذلک، وفتحت مکة وسالمهم رسول الله فزال حلفهم نهائیاً فی العام الثامن للهجرة[132].
الخاتمة ونتائج البحث:
فی ختام هذه الدراسة سنستعرض أهم النتائج المستخلصة:
Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 338 |
المستخلص
قامت هذه الدراسة بالتعریف بالمجتمع المکی وطبیعة البیئة العربیة والقبائل التی سکنت المنطقة ثم عرفت بالأحابیش وأزالت اللبس العالق فی أذهان الکثیرین حولهم حیث یظنونهم من الحبشة بینما هم حلفاء قریش من قبائل العرب، تحالفوا تحت جبل یسمى حبشیاَ فأخذوا اسمهم منه.
وقد بینت الدراسة کیفیة نشأة الحلف بین الأحابیش وقریش وأن هذا الحلف اتخذ طابع النصرة والمؤازرة وجعلوا حلفهم مغلظاً أبدیاً بأن تعاهدوا عند رکن الکعبة على أن یتعاونوا على من عاداهم ما دامت الأرض.
کما بینت الدراسة أیضا الدور الاجتماعی للأحابیش فی مکة وتعرضت کذلک للأحلاف التی نشأت بینهم وبین قریش وبین باقی القبائل وظروف نشأة هذه الأحلاف وکیف اتسعت حتى شملت الکثیر من القبائل التی انضوت تحت هذه الأحلاف حتى أصبحت کل قبائل الأحابیش حول مکة حلفاء لقریش کما ذکرت الدراسة أیضا نماذج لأبرز الأحلاف التی أبرمت تحت هذا الحلف مثل حلف قارظ وحلف خزاعة لعبد المطلب.
کذلک تعرضت الدراسة للدور الدینی للأحابیش الذی زاده الحلف بین الأحابیش وقریش قوة ونفوذا کمنصب المنسیء والذی اتسعت دائرة نفوذه لتشمل غالبیة قبائل الجزیرة العربیة، بل أن أمر المنسیء ظل حاکما حتى جاء الإسلام فأبطله.
وکذلک تعرضت الدراسة للدور التجاری لحلف الأحابیش وقریش وکیف استطاعوا حفظ حقوقهم وممارسة تجارتهم بأمان رغم انتشار الحروب والنزاعات القبلیة فی البیئة العربیة.
وأخیرا تعرضت الدراسة للدور السیاسی للأحابیش وکیف زادوا قریشا قوة بتحالفهم معهم خاصة مع نظام الأحابیش الحربی القائم على الجیوش الجرارة والزحف مما لم یکن معهودا لدى العرب.
وذکرت الدراسة أبرز المشاهد والأیام التی شهدتها الأحابیش مع قریش حیث شهدت الأحابیش قبل الإسلام ثلاثة أیام هی: ذات النکیف، المشلل، الفجار الأخیر.
مما یوضح لنا أن الجانب الحربی هو ما برزت فیه الأحابیش فی الغالب وهو ما أکسب قریشا قوة ومهابة.
وانتهت الدراسة بذکر الخاتمة التی شملت أبرز النتائج التی توصلت إلیها الدراسة.
المصادر والمراجع:
المصادر :
القرآن الکریم.
ابن إسحاق (محمد بن إسحاق بن یسار المدنی) ت151هـ، سیرة ابن إسحاق = السیر والمغازی، تحقیق: سهیل زکار، ط1، بیروت، دار الفکر، 1978م.
339Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 |
ابن الأثیر (علی بن أبی الکرم محمد بن محمد بن عبد الکریم) ت 630هـ، الکامل فی التاریخ، تحقیق: عمر عبد السلام تدمری، ط1، بیروت، الکتاب العربی، 1997م.
ابن الجوزی (عبد الرحمن بن علی) ت597هـ، جامع المسانید، تحقیق: علی حسین البواب، ط1، الریاض، مکتبة الرشد، 2005م.
ابن الزبیر (مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبیر) ت236هـ، نسب قریش، تحقیق: لیفی بروفنسال، ط3، القاهرة، دار المعارف، د ت.
ابن الوردی (عمر بن مظفر بن عمر بن محمد ابن أبی الفوارس) ت749هـ، تاریخ ابن الوردی، 1، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1996م.
ابن بطال (علی بن خلف بن عبد الملک) ت449هـ، شرح صحیح البخاری، تحقیق: أبو تمیم یاسر بن إبراهیم، ط2، الریاض، مکتبة الرشد، 2003م.
ابن حبان (محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التمیمی، أبو حاتم، الدارمی، البُستی) ت: 354ه ، السیرة النبویة وأخبار الخلفاء، الناشر: الکتب الثقافیة – بیروت الطبعة: الثالثة - 1417 هـ
ابن حبیب (محمد بن حبیب بن أمیة بن عمرو الهاشمی) ت 245هـ، المحبر، د ط، بیروت، دار الآفاق الجدیدة، د ت.
ابن حبیب (محمد بن حبیب بن أمیة بن عمرو الهاشمی) ت245هـ، المنمق فی أخبار قریش، تحقیق: خورید أحمد فاروق، ط1، بیروت، عالم الکتب، 1985م.
ابن حزم، (أبو محمد علی بن أحمد بن سعید بن حزم الأندلسی) ت456هـ، جمهرة أنساب العرب، تحقیق: لجنة من المحققین، ط1، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1983م.
ابن خلدون (عبد الرحمن بن محمد بن محمد الأشبیلی) ت808هـ، دیوان المبتدأ والخبر فی تاریخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوی الشأن الأکبر، تحقیق: خلیل شحاتة، ط2، بیروت، دار الفکر، 1988م.
ابن درید (محمد بن الحسن الأزدی) ت321هـ، جمهرة اللغة، تحقیق: رمزی منیر بعلبکی، ط1، بیروت، دار العلم للملایین، 1987م.
ابن سعید (نشوان بن سعید الحمیری الیمنی) ت573هـ، شمس العلوم ودواء کلام العرب من الکلام، تحقیق: حسین بن عبد الله العمری وآخرون، ط1، بیروت، دار الفکر المعاصر، 1999م.
ابن سیده (علی بن الحسن بن إسماعیل بن سیده المرسی) ت458هـ، المحکم والمحیط الأعظم، تحقیق: عبد الحمید هنداوی، ط1، بیروت، دار الکتب العلمیة، 2000م.
ابن شمائل (عبد المؤمن عبد الحق البغدادی) ت739هـ، مراصد الاطلاع على أسماء الأمکنة والبقاع، ط1، بیروت، دار الجیل، 1412هـ.
ابن عبد ربه الأندلسی (شهاب الدین أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبیب) ت328هـ، العقد الفرید، ط1، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1404هـ.
ابن عیاض (عیاض بن موسى بن عیاض بن عمرون) ت544هـ، مشارق الأنوار على صحاح الآثار، د ط، المکتبة العتیقة ودار التراث، د ت.
Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 340 |
ابن فارس (أحمد بن فارس بن زکریا القزوینی) ت395هـ، معجم مقاییس اللغة، تحقیق: عبد السلام محمد هارون، د ط، دار الفکر، 1979م.
ابن فضل الله (أحمد بن یحیى بن فضل الله القرشی) ت749هـ، مسالک الأبصار فی ممالک الأمصار، ط1، أبو ظبی، المجمع الثقافی، 1423هـ.
ابن کثیر (إسماعیل بن عمر بن کثیر القری) ت 774هـ، السیرة النبویة، تحقیق: مصطفى عبد الواحد، د ط، بیروت، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزیع، 1976م.
ابن کثیر (إسماعیل بن عمرو بن کثیر القرشی) ت774هـ، البدایة والنهایة، تحقیق: علی شیری، ط1، دار إحیاء التراث العربی، 1988م.
ابن منظور (محمد بن مکرم بن علی) ت711هـ، لسان العرب، ط3، بیروت، دار صادر، 1414هـ.
ابن نما الحلی (أبو البقاء هبة الله محمد بن نما)، المناقب المزیدیة فی أخبار الملوک الأسدیة، تحقیق: محمد عبد القادر خریسات، صالح موسى درادکة، ط1، عمان، مکتبة الرسالة الحدیثة، 1984م.
ابن وهب (أحمد بن إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح) ت 292هـ، البلدان، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1422هـ.
أبو الربیع (سلیمان بن موسى بن سالم بن حسان الکلاعی الحمیری)، ت 634هـ، الاکتفاء بما تضمنه من مغازی رسول الله - صلى الله علیه وسلم - والثلاثة الخلفاء الناشر: دار الکتب العلمیة – بیروت الطبعة: الأولى، 1420 هـ
الأزرقی (محمد بن عبد الله بن أحمد) ت250هـ، أخبار مکة وما جاء فیها من الآثار، تحقیق: ردی الصالح ملحس، د ط، بیروت، دار الأندلس للنشر، د ت.
البخاری (محمد بن إسماعیل)، الجامع المسند الصحیح المختصر من أمور رسول الله صلى الله علیه وسلم وسننه وأیامه = صحیح البخاری، تحقیق: محمد زهیر بن ناصر الناصر، ط1، دار طوق النجاة، 1422هـ.
البکری (أبو عبید عبد الله بن عبد العزیز بن محمد) ت 487هـ، المسالک والممالک، د ط، دار الغرب الإسلامی، 1992م.
البکری (أبو عبید عبد الله بن عبد العزیز بن محمد) ت 487هـ، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، ط3، بیروت، عالم الکتب، 1403هـ.
البلاذری (أحمد بن یحیى بن جابر بن داود) ت279هـ، جمل من أنساب الأشراف، تحقیق: سهیل زکار وریاض الزرکلی، ط1، بیروت، دار الفکر، 1996م.
البلخی (محمد بن أحمد بن یوسف) ت387هـ، مفاتیح العلوم، تحقیق: إبراهیم الأنباری، ط2، دار الکتاب العربی، د ت.
البیهقی (أبو بکر احمد بن الحسین البیهقی) ت 458 ه، السنن الکبرى، تحقیق: عبد السند حسن یمامة،ط1، مرکز هجر للبحوث والدراسات العربیة والإسلامیة، 1431ه/2011م.
الجاحظ (عمرو بن بحر بن محبوب الکنانی) ت255هـ، الرسائل السیاسیة، د ط، بیروت، دار ومکتبة الهلال، د ت.
341Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 |
الجوزی (أبو الفرج عبد الرحمن بن علی بن محمد) ت597هـ، المنتظم فی تاریخ الأمم والملوک، تحقیق: محمد عبد القادر عطا ومصفى عبد القادر عطا، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1992م.
الحموی (شهاب الدین أبو عبد الله یاقوت بن عبد الله) ت626هـ، معجم البلدان، ط2، بیروت، دار صادر، 1995.
خسرو (أبو معین الدین ناصر خسرو المروزی) ت 481هـ، سفر نامة، تحقیق: یحیى الخشاب، ط3، بیروت، دار الکتاب الجدید، 1983م.
الدینوری (عبد الله بن مسلم بن قتیبة) ت276هـ، المعارف، تحقیق: ثروت عکاشة، ط2، القاهرة، الهیئة المصریة، العامة للکتاب، 1992م.
سبط ابن الجوزی (شمس الدین أبو المظفر یوسف بن قِزْأُوغلی بن عبد الله ) ت 654 ه، مرآة الزمان فی تواریخ الأعیان، ط1، دمشق، دار الرسالة العالمیة، 1434 هـ/ 2013 م.
السهیلی (عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد) ت581هـ، الروض الأنف فی رح السیرة النبویة لإبن هشام، تحقیق: عمر عبد السلام السلامی، ط1، بیروت، دار إحیاء التراث العربی، 2000م.
الطبری (محمد بن جریر بن یزید بن کثیر بن غالب) ت369هـ، تاریخ الطبری = تاریخ الرسل والملوک، ط2، بیروت، دار التراث، 1387هـ.
العسقلانی (أحمد بن علی بن حجر أبو الفضل) ت، فتح الباری شرح صحیح البخاری، إخراج وتصحیح: محب الدین الخطیب، د ط، بیروت، دار المعرفة، 1379هـ.
الفارابی (إسماعیل بن حماد الجوهری) ت 393هـ، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربیة، تحقیق: أحمد عبد الغفور عطار، ط4، بیروت، دار العلم للملایین، 1987م.
الفاسی (محمد بن أحمد بن علی) ت832هـ، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، ط1، دار الکتب العلمیة، 2000م.
الفاکهی (محمد بن إسحاق بن العباس المکی) ت272هـ، اخبار مکة فی قدیم الدهر وحدیثه، تحقیق: عبد الملک عبد الله دهیش، 2، بیروت، دار خضر، 1414هـ.
الفراهیدی (الخلیل بن أحمد بن عمرو بن تمیم) ت170هـ، العین، تحقیق: الخلیل بن أحمد بن عمرو بن تمیم، د ط، دار ومکتبة الهلال، د ت.
الکلبی (هشام بن محمد بن السائب) ت 204هـ، نسب معد والیمن الکبیر، تحقیق: ناجی حسن، ط1، مکتبة النهضة العربیة، 1988م.
الماوردی (علی بن محمد بن محمد بن حبیب البصری) ت450هـ، تفسیر الماوردی = النکت والعیون، تحقیق: السید ابن عبد المقصود بن عبد الرحیم، د ط، بیروت، دار الکتب العلمیة، د ت.
Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 342 |
مرتضى الزبیدی (محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسینی) ت1205هـ، تاج العروس من جواهر القاموس، تحقیق: مجموعة من المحققین، د ط، دار الهدایة، د ت.
مسلم (مسلم بن الحاج أبو الحسن القشیری النیسابوری) ت261هـ، المسند الصحیح المختصر بنقل العدل عن العدل الى رسول الله صلى الله علیه وسلم، تحقیق: محمد فؤاد عبد الباقی، د ط، بیروت، دار إحیاء التراث العربی، د ت.
المقدسی (المطهر بن طاهر) ت 355هـ، البدء والتاریخ، د ط، بور سعید، مکتبة الثقافة الدینیة، د ت.
الواقدی (محمد بن عمر بن واقد السهمی) ت207هـ، المغازی، تحقیق: مارسدن جونس، ط3، بیروت، دار الأعلمی، 1989.
الیعقوبی (أحمد بن أبی یعقوب بن جعفر بن وهب) ت292هـ، تاریخ الیعقوبی، تحقیق: عبد الأمیر مهنا، ط1، بیروت، شرکة الأعلمی للمطبوعات، 2010م.
المراجع:
أحمد إبراهیم الشریف، مکة والمدینة فی الجاهلیة وعهد الرسول صلى الله علیه وسلم، د ط، الفکر العربی، د ت.
أکرم ضیاء الدین العمری، السیرة النبویة الصحیحة محاولة لتطبیق قواعد المحدثین فی نقد روایات السیرة النبویة، 6، المدینة المنورة، مکتبة العلوم والحکم، 1994م.
توفیق برو، تاریخ العرب القدیم، ط2، دار الفکر، 2001م.
جواد علی، المفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام، ط4، دار الساقی، 2001م.
سعید بن محمد بن أحمد الأفغانی، أسواق العرب فی الجاهلیة والإسلام، دار الفکر للطباعة والنشر والتوزیع، بیروت، 1974م.
علی أبی الحسن بن عبد الحی بن فخر الدین الندوی، السیرة النبویة، ط12، دمشق، دار ابن کثیر، 1425هـ.
محمد بن محمد حسن شراب، المعالم الأثیرة فی السنة والسیرة، ط1، دمشق، دار القلم، 1411هـ.
محمد حمید الله الحیدر آبادی الهندی، مجموعة الوثائق السیاسیة للعهد النبوی والخلافة الراشدة، ط6، بیروت، دار النفائس، 1407هـ.
محمد صدیق خان بن حسن بن علی القنوجی، فتح البیان فی مقاصد القرآن، مراجعة: عبد الله بن إبراهیم الأنصاری، د ط، المکتبة العربیة للباعة، 1992م.
هنری سعید عبودی، مجعم الحضارات السامیة، ط1، طرابلس، جروس بروس، 1991م.
ویلیام مونتجمری وات، محمد صلى الله علیه وآله وسلم فی مکة، ترجمة: عبد الرحمن عبد الله الشیخ، د ط، القاهرة، الهیئة المصریة العامة للکتاب، د ت.
343 Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 |
THE ROLES OF AHABEESHBEFORE ISLAM
AwatifBarakatYahya Al - Maliki
College of Sharia and Islamic Studies, Umm Al - Qura University, Saudi Arabia
ABSTRACT
1st This study introduced Mecca`s society, nature of the Arab environment and the tribes inhabited that region who were known as AHABEESH (Abyssinians) and cleared the misunderstanding around them that they are Abyssinians, while they were allies of Quraish who were Arabs and allied themselves under a mountain called Habshia (which means Abyssinian in Arabic) , and took their name from it
2nd This study showed how this alliance took its place between Ahabeesh and Quraish which required to stay on the corner of the Ka'bawith giving their word to collaborate against their enemies for ever .
3rdthis study showed the social role of the Ahabeesh in Mecca with referring to the alliances that have arisen among them , Quraysh with the others tribes, the way and the history of alliances formation and how widened included a lot of tribes around Mecca that joined under these alliances and gave examples like Qarth alliance and Khuzaah alliance with AbdAlmottaleb.
4th the study showed their Religious role that gave more power by alliance with Quraysh, especially afterbegınıng the responsıbılty of transposıng ,and spreading their circle of influence including the majority of the tribes ın the Arabian Peninsula until Embracing Islam.
5th this study also dealt with the commercial role of Al-ahabesh and Quraysh, and how they dealt with their rights and practicing these rights which enabled them to expand their trade despite of the tribal Wars and conflicts in the Arab environment.
Finally, the study dealt with the political role which increased the man power by alliance, especially with the system of war based on vast armies of Ahabeesh .
The study reported the most prominent scenes and days that have happened withQuraish, mentioned 3 days which witnessed before Islam three days they are : ZatAnnakeef,Almeshlal, and ElfijarAlAkheer ..
The study is ending with the conclusion, which included the main findings of the study.
[1] خسرو، سفر نامة، ص121.
[2]البکری، المسالک والممالک، 1/401-402.
[3] ابن درید، جمهرة اللغة، ص12.
[4] تاریخ الیعقوبی، 1/288-291.
[5] البکری، معجم ما استعجم، 1/257.
[6] ابن حبیب، المحبر، 1/257.
[7] البکری، معجم ما استعجم، 1/258.
[8] البکری، معجم ما استعم، 1/258.
[9] الیعقوبی، تاریخه، 1/289-290.
[10] ابن وهب، البلدان، ص121.
[11] الکلبی، نسب معد والیمن، 2/439.
[12] توفیق برو، تاریخ العرب، ص85.
[13] للمزید أنظر: المقدسی، البدء والتاریخ، 3/186-188، ابن الأثیر، الکامل فی التاریخ، 1/407.
[14] للمزید أنظر: ابن الأثیر، الکامل فی التاریخ، 1/407-410، علی أبی الحسن الندوی، السیرة النبویة،، ص147.
[15] سورة قریش کاملة.
[16] علی أبی الحسن الندوی، السیرة النبویة، ص147.
[17] ابن فارس، مقاییس اللغة، 2/129، ابن سعید، شمس العلوم، 3/1323.
[18]الفارابی، الصحاح، 3/999.
[19] ابن فارس، مقاییس اللغة، 2/192، مرتضى الزبیدی، تاج العروس، 17/121، الفارابی، الصحاح، 3/999، ابن منظور، لسان العرب، 6/278.
[20] الفارابی، الصحاح، 3/999.
[21] ابن منظور، لسان العرب، 6/278.
[22] ابن درید، جمهرة اللغة، 1/278، الدینوری، المعارف، 1/616، الأزرقی، اخبار مکة، 1/115.
(حبشی): هو جبل أسود فیه جدد بیض، یقع على عشرة أمیال من جنوب مسفلة مکة الآن، أو (نعمان الأراک) قدیماً، أنظر: الحموی، معجم البلدان، 2/214، ابن شمائل، مراصد الاطلاع، 1/376، المعالم الأثیرة، ص96.
[23] البلخی، مفاتیح العلوم، ص146، الفراهیدی، العین، 3/98.
[24] للمزید: أنظر: جواد علی، المفصل، 7/32 وما بعدها، ویلیام مونتجمری وات، محمد صلى الله علیه وسلم، ص299 وما بعدها.
[25] تاریخ ابن الوردی، 1/91.
[26] ابن فضل الله، مسالک الأبصار، 4/285.
[27] ابن حبیب، المنمق، ص229-230.
[28] ابن حبیب، المنمق، ص230.
[29] تاریخ الیعقوبی، 1/292.
[30] ابن الزبیر، نسب قریش، ص9 و15.
ذکر البلاذری أن اسمه: هلال، بینما ورد اسمه فی روایة الیعقوبی: عمرو بن هلال بن معیص بن عامر؛ أنظر: البلاذری، أنساب الأشراف، 1/62، تاریخ الیعقوبی، 1/292.
[31] الفاسی، شفاء الغرام، 2/117.
[32] الفراهیدی، العین، 3/98، ابن سیده، المحکم والمحیط الأعظم، 3/116.
[33] تاریخ ابن خلدون، 2/384.
[34] ابن کثیر، السیرة النبویة، 2/63.
[35] الفاسی، شفاء الغرام، 2/117.
[36] سورة النحل، آیة 92.
[37] ابن حبیب، المنمق، ص231.
[38] تاریخ الیعقوبی، 1/292.
[39] ابن حبیب، المنمق، ص231، الدینوری، المعارف، 1/616، ابن عیاض، مشارق الأنوار، 1/176، الفاسی، شفاء الغرام، 2/109.
[40] أکرم ضیاء العمری، السیرة النبویة الصحیحة، 1/77.
[41] ابن حبیب، المنمق، ص239.
[42] (الأرکاح): متسع فی سفوح الجبال، یقال: إن له ساحة یترکح فیها. لما هلک المطلب بن عبد مناف، وکان العاضد لعبد المطلب والذاب عنه والقائم بأمره، وثب نوفل بن عبد مناف على أرکاح کانت لعبد المطلب، وهی الساحات والأفنیة، فغلبه علیها، فاضطرب عبد المطلب لذلک، واستنهض قومه معه، فلم یعاونه أحد منهم، فکتب إلى أخواله من بنی النجار یستنصرهم فقدم علیه منهم جمع کثیف، فأناخوا بفناء الکعبة وتنکبوا القسی وعلقوا التراس، فلما رآهم نوفل، قال: لشر ما قدم هؤلاء، فکلموه فخافهم، ورد أرکاح عبد المطلب علیه، وزاده وأحسن إلیه، واعتذر من فعله. البلاذری، جمل من أنساب الأشراف، 1/69-70، سبط ابن الجوزی، مرآة الزمان، 3/60.
[43] ابن حبیب، المنمق، ص83.
[44] ابن حبیب، المنمق، ص86-88.
[45] محمد حمید الله الحیدر آبادی، مجموعة الوثائق السیاسیة، ص44.
[46] العسقلانی، فتح الباری، 4/473.
[47] العسقلانی، فتح الباری، 4/474.
[48] صحیح البخاری، 8/22.
[49] ابن بطال، شرح صحیح البخاری، 6/425، 9/276.
[50] سورة النساء، آیة 33.
[51] سورة النساء، آیة 33.
[52] العسقلانی، فتح الباری، 4/472.
[53] سورة الأنفال، آیة 75.
[54] ابن بطال، شرح صحیح البخاری، 6/276.
[55] صحیح مسلم، 4/1961.
[56] احمد إبراهیم الریف، مکة والمدینة، ص124.
[57] نشوان الحمیری، شمس العلوم، 10/6586.
[58] تاریخ الیعقوبی، 1/288.
[59] تاریخ الیعقوبی، 1/282، الماوردی، تفسیره، 2/361.
[60] ابن حبیب، المحبر، ص156-157.
السهیلی ، الروض الأنف فی شرح السیرة النبویة ، ج 1 ص 248
[61] تاریخ ابن خلدون، 2/384.
وقد قیل فی أسمائهم غیر ذلک؛ أنظر: تاریخ الیعقوبی، 1/282، ابن حبیب، المحبر، ص157، تفسیر الماوردی، 2/361.
[62] محمد صدیق خان، فتح البیان، 5/300.
[63] ابو البقاء الحلی، المناقب المزیدیة فی أخبار الملوک الأسدیة، ج 1 ص 320.
[64]السهیلی، الروض الأنف، 1/139.
[65] السهیلی، الروض الأنف، 1/139.
[66] الماوردی، تفسیره، 2/361.
[67] نشوان الحمیری، شمس العلوم، 10/6586.
[68] ابن إسحاق، السیر والمغازی، ص100.
[69] الماوردی، تفسیره، 2/361.
[70] سورة التوبة، آیة 37.
[71] ابن حبان، السیرة النبویة وأخبار الخلفاء، 1/281.
[72] ابن الجوزی، جامع المسانید، 7/71.
[73]أکرم ضیاء العمری، السیرة النبویة الصحیحة، 1/78.
[74] الجاحظ، الرسائل السیاسیة، ص414.
[75] البیهقی، السنن الکبرى، حدیث:12229.
[76] الفاسی، شفاء الغرام، 2/119.
[77] سعید محمد الأفغانی، أسواق العرب، ص181-183.
[78] ابن حبیب، المنمق، ص186، سعید محمد الأفغانی، أسواق العرب، ص184، ابن کثیر، السیرة النبویة 1/259.
[79] الکلاعی الحمیری، الاکتفاء بما تضمنه من مغازی رسول الله - صلى الله علیه وسلم - والثلاثة الخلفاء 1/61.
[80] الجاحظ، الرسائل السیاسیة، ص414-415.
[81] الجاحظ، الرسائل السیاسیة، ص414.
[82] الفاسی، شفاء الغرام، 2/124.
[83] الفاکهی، أخبار مکة، 5/170.
[84] الجاحظ، الرسائل السیاسیة، ص416.
[85] الفاسی، شفاء الغرام، 2/118، 2/122؛ الفاکهی، أخبار مکة، 5/170.
[86] الفاسی، شفاء الغرام، 2/119.
[87] الجاحظ، الرسائل السیاسیة، ص415.
[88] الجاحظ، الرسائل السیاسیة، ص416.
[89] أحمد إبراهیم الشریف، مکة والمدینة، ص123.
[90] علی أبو الحسن الندوی، السیرة النبویة، ص146.
[91] ابن حبیب، المحبر، ص246.
[92] تاریخ ابن خلدون، 1/335-336.
[93] (نکیف): موضع بین یلملم ومکة، ابن شمائل، مراصد الاطلاع، 2/1388.
[94] (المشلل): جبل من ناحیة قدید بین مکة والمدینة على ساحل البحر الأحمر، الحموی، معجم البلدان، 5/136، 5/204.
[95] ابن حبیب، المحبر، ص246.
[96] البلاذری، أنساب الأشراف، 1/75-76.
[97] ابن حبیب، المنمق، ص115.
[98] ابن حبیب، المنمق، ص115، (البلعاء) هو: بلعاء بن قیس الکنانی، أحد الجرارون فی العرب، قاد بنی عبد مناة بیوم ذات النکیف والمشلل ویوم الفجار، أنظر: ابن حبیب، المحبر، ص246.
[99] ابن حبیب، المنمق، ص115.
[100] ابن حبیب، المحبر، ص246.
[101] ابن حبیب، المنمق، ص115.
[102] ابن حبیب، المنمق، ص115، البلاذری، أنساب الأشراف، 1/77.
[103] ابن حبیب، المنمق، ص117-119.
[104] ابن کثیر، البدایة والنهایة، 2/354.
[105] الفاسی، شفاء الغرام، 2/111، ابن عبد ربه، العقد الفرید، 6/103.
[106] ابن نما الحلی، المناقب المزیدیة، ص192.
قبائل (خندف): هم أبناء الیاس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقبائل (قیس عیلان): هم أبناء قیس عیلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهما من رؤوس القبائل متسعة النسب، أنظر: ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، 1/10.
[107] ابن عبد ربه، العقد الفرید، 6/103.
[108](النعمان بن المنذر) 585-613م: ملک الحیرة، عاصر کلاً من هرمز الرابع ملک الروم، وکسرى أبرویز، وبلغت دولته أیامه منتهى الترف والبذخ، أما (اللطیمة): هی البضائع من المسک والعطور وما شابهها، وتسمى قوافل الأبل التی تحملها باللطیمة أیضاً، أنظر: نشوان الحمیری، شمس العلوم، 9/6055، هنری سعید عبودی، معجم الحضارات، ص581.
[109] ابن الأثیر، الکامل فی التاریخ، 1/528-530.=
= (البراض): هو البراض بن قیس الکنانی؛ أحد فتاک الجاهلیة، أما (عروة) فاسمه: عروة الرحال بن عتبة بن عفر بن کلاب بن ربیعة بن عامر بن صعصعة بن معاویة بن بکر بن هوازن، أنظر: ابن حبیب، المحبر، ص129، ابن کثیر، البدایة والنهایة، 2/353.
[110] الجوزی، المنتظم، 2/297، ابن عبد ربه، العقد الفرید، 6/105.
[111] ابن الأثیر، الکامل فی التاریخ، 1/528.
[112] الفاسی، شفاء الغرام، 2/113.
[113] الجوزی، المنتظم، 2/297.
[114] ابن عبد ربه، العقد الفرید، 6/106.
[115] ابن عبد ربه، العقد الفرید، 6/106.
[116] الفاسی، شفاء الغرام، 2/112.
[117] ابن عبد ربه، العقد الفرید، 6/107.
[118] ابن کثیر، البدایة والنهایة، 2/354.
[119] الفاسی، شفاء الغرام، 2/113.
[120] ابن عبد ربه، العقد الفرید، 6/108.
[121] ابن عبد ربه، العقد الفرید، 6/109.
[122] ابن الأثیر، الکامل فی التاریخ، 1/532-533.
[123] ویلیام مونتجمری وات، محمد صلى الله علیه وسلم، ص63.
[124] البلاذری، أنساب الأشراف، 11/137.
[125] علی أبی حسن الندوی، السیرة النبویة، ص146.
[126] الواقدی، المغازی، 1/404 وما بعدها.
[127] الواقدی، المغازی، 3/980.
[128] أحمد إبراهیم الشریف، مکة والمدینة، ص401.
[129]السهیلی، سیرته، 2/390-394، الواقدی، المغازی، 2/634.
[130] السلامی، الروض الأنف، 7/194-195.
[131] السلامی، الروض الأنف، 7/198.
[132] الطبری، تاریخ الرسل والملوک، 3/56، جواد علی، المفصل، 7/34، أحمد ابراهیم الشریف، مکة والمدینة، ص125.
339Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019
|
Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 340
|
341Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019
|
Egypt. J. of Appl. Sci., 34 (9) 2019 342
|